اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: علي.. ويامن

مجرد كلام: علي.. ويامن

نشر في: 10 يوليو, 2018: 06:21 م

 عدوية الهلالي

لفتت نظري عبارة وردت في تقرير أوردته صحيفة الاندبندت البريطانية عن العراق قالت فيه : إن العراقيين يختلفون في كل شيء إلا في العيش تحت رحمة نظام إداري فاسد " ..ربما يتوقع البريطانيون إن بامكان العراقيين أن يثوروا على الأنظمة التي جعلت العراق ينهار سريعاً ويتحول الى بلد يتسول القروض ورضى الدول الكبرى والمجاورة ..إنهم اذن لايفهمون نفسية الفرد العراقي الذي أصبح ليناً رخواً من شدة الطرق على جمجمته من مختلف الحكومات التي تعاقبت على تدجينه خاصة بعد أن نجحت في نخر وحدته وتلاحمه حتى غدا هشاً لايصمد بوجه أي طارئ جديد ، فهنالك من استخدم معه سياسة الخوف لتدجينه وهنالك من استخدم سياسة الطائفية لتفتيت توحده ، ثم جاء من استخدم سياسة التجويع لإذلاله ، عدا بضعة توابل أخرى كالارهاب وخوض حروب متعاقبة والحصار وما الى ذلك ، وكانت النتيجة إنه وبدلاً من أن يخرج في جموع هادرة للمطالبة باسقاط الحكومات ، بدأت الجموع الهادرة تخرج للهتاف بأسم قائد ضرورة لاغنى عنه ، ثم تهتف بعد فترة فرحاً بسقوطه وبقدوم من سيخرج العراقيين من قمقم الخوف الى سماء الحرية والديمقراطية ..وتعاقبت السنون ، وصار الجموع تلتف حول أكثر من قائد لتهتف لهم ، والطريف في الأمر ، إن كل قائد منهم ينتشي بسماع عبارة ( علي وياك علي) من جمهوره وكأنه سيخلصهم من واقعهم المزري ، والأطرف من ذلك إن تلك الجموع التي هتفت للديكتاتور ( بالروح بالدم... ) على الرغم من إدراكها التام لمدى ظلمه وجبروته ، مازالت تهتف لغيره وهي تدرك في أعماقها مدى فساده وعمالته ولامبالاته بحاضرالعراقيين ومستقبلهم ..لماذا الهتاف إذن في كل مرة ..في الماضي كان هنالك من لايخرج للهتاف للطاغية أو يعارض ظلمه ويكتفي بالصمت على أقل تقدير ، واليوم ، انكشفت كل أوراق السياسيين ولم يعد خافياً على الشعب تاريخهم ونواياهم ودلت على ذلك أفعالهم منذ أن تسلموا الحكم ، فلماذا يمنحهم البعض شرف أن يكون الامام علي( ع) معهم وهو الذي لم يساند الظلم او الباطل يوما ..
لاأنوي هنا أن أنكر محاولات العديد من العراقيين لرفض هذا الواقع والانتفاضة على مرارته ، فهنالك من يخرج للمطالبة بتحسين الخدمات ورفض الفساد ومظاهر أخرى كثيرة أسهمت في تدمير البلد ، لكن المؤلم في الأمر إن هنالك أيضاً من يلتف حول نفس الوجوه التي أسهمت في تدمير البلد ويهتف لها مجدداً ، بل وينتظر أن ينبثق عنها بعد جولات التحالفات المضحكة قائدأ جديداً له نفس الملامح ونفس التاريخ والنوايا لتعود فتهتف له من جديد ( علي وياك علي ) عسى أن يكون أفضل ممن سبقه ..الى متى سنظل نهتف للقادمين ليمعنوا أكثر في تدجيننا لدرجة أن نرى باطلهم حقا وظلمهم عدلاً ..والى متى ستظل معضلة تزوير الانتخابات مستمرة وتشكيل الحكومة بعيداً ؟..ألا يدركون إننا نذوب – ليس من الحر الشديد فحسب – بل من اللهفة لمعرفة القادم الجديد لنرى إن كان يستحق هتاف ( علي وياك علي ) غير اننا نأمل ألا يتسرعوا في الهتاف له وان يدركوا إن الامام علي (ع) لن يكون مع الظلم أو الباطل يوماً..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: بين نزاهة ونزاهة !!

 علي حسين قرأنا في الاخبار ان هيئة النزاهة هيئة تريد ملاحقة أعضاء حكومة مصطفى الكاظمي السابقة بتهمة الفساد والاحتيال، وهذا امر حسن وجيد ، إذا حسنت النية وتم شمول جميع اعضاء الحكومات السابقة...
علي حسين

باليت المدى: نوافذ الضوء

 ستار كاووش لازلتُ أتذكر تلك النافذة الكبيرة التي جَدَّدَتها بلدية قريتي، حين تلألأتْ ليلاً كإنها مشهد من فيلم سينمائي يُعرض على الجدار الخارجي للبلدية. حينها كنت عائداً بدراجتي الزرقاء ليلاً، وتوقفتُ بسرعة بسبب...
ستار كاووش

زيارة الرئيس الروسي لكوريا الديمقراطيةتضع استراتيجية بوتين الجيو/ سياسية في التطبيق

د. فالح الحمراني قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الفترة من 18 إلى 19 حزيران 2024، بزيارة رسمية إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية - وهي الأولى منذ عام 2000. ووقع الطرفان أثناء الزيارة على...
د. فالح الحمراني

الحدود الشمالية لغزةمن الدبلوماسية الى المواجهةالمحتملة

محمد حسن الساعدي منذ عملية طوفان الاقصى والكيان الاسرائيلي انتقل من مرحلة التهديد الى المهدد، وتغيرت المعادلة التي كانت تحكم المنطقة لتضع هذه العملية التي قام فصائل المقاومة الفلسطينية "حماس" وأستطاع من خلالها أخذ...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram