TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: الفخر الناقص بتحرير الموصل

شناشيل: الفخر الناقص بتحرير الموصل

نشر في: 10 يوليو, 2018: 07:32 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

بالضبط وبالتمام، الأمر هو كما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي في آخر بياناته، وما أكثر بياناته وتصريحاته وما أقلّ أفعاله لتحقيق ما يقول. آخر بيانات السيد العبادي كان لمناسبة الذكرى السنوية الأولى (أمس) لتحرير مدينة الموصل التي كادت أن تُصبح بكاملها أثراً بعد عين، ولم يزل عشرات الآلاف من سكانها يعيشون في محنة شديدة، كما لو أنهم لم يتخلّصوا بعدُ من احتلال داعش وعواقبه الوخيمة، وهم لم يكونوا مسؤولين عنه ولو بمقدار ذرة غبار، إنّما الحكومة والطبقة السياسية المتنفّذة تتحمّلان كامل المسؤولية السياسية والأخلاقية والجنائية عن كلّ ما جرى في الموصل وفي سواها، وقبلها وبعدها في سائر مدن العراق ومناطقه، بسبب النقص الفادح في الوطنية والصراع الضاري على المال والنفوذ لدى مَنْ أُسنِدت إليهم مسؤولية إدارة الدولة.
في بيانه قال العبادي: "نستذكر الیوم بكل فخر واعتزاز الذكرى الأولى لتحریر الموصل العزیزة، تلك الملحمة الخالدة التي أثلجت صدور شعبنا وقصمت ظهر داعش الإرهابي الذي استباح الموصل في غفلة من الزمن".
نعم بالضبط، نحن العراقيون استذكرنا في هذا اليوم بكل الفخر والاعتزاز تحرير الموصل من الإرهاب، لكنّنا استذكرنا أيضاً في الوقت نفسه – وهذا ما لم يقله السيد العبادي ولن يقوله ولو بعد عشر سنين – أن المسؤولين عن جريمة تسليم الموصل وسواها الى داعش والكارثة الوطنية المترتّبة عليها بقوا جميعاً من دون مساءلة ومحاسبة وعقاب. هم مازالوا طلقاء لا يخشون شيئاً أو أحداً، وبعضهم ما انفكّ يمارس السلطة في أعلى مراتبها المدنية والعسكرية والأمنية، ولا أحد يقول له: على عينك حاجب ..!
وما لم يقله العبادي أيضاً، ولن يقوله ولن يفعله حتى لو حصل، في غفلة من الزمن أو في صحوة منه، على الولاية الثانية، إنه ليس في وارد أن يُنجز الوعد الذي قطعه على نفسه وتعهّد به علناً مرّات عدة، بشنّ حرب على الفاسدين إدارياً ومالياً شبيهة بالحرب ضد داعش، تأسيساً واقع على أن الفساد الإداري والمالي كان في مقدّم الأسباب الكامنة وراء وقوع الكارثة، فبعد مرور سنة كاملة على تحرير الموصل لم يُطلق السيد العبادي إطلاقة واحدة على الفساد، ولن يُطلق، وهذا ما كان مثلاً، من جملة ما دفع رئيس هيئة النزاهة السابق إلى الاستقالة من منصبه والإصرار على الاستقالة حتى تمكّن منها أخيراً، لأنه مثلنا جميعاً كان يسمع من العبادي بشأن مكافحة الفساد جعجعة ولا يرى طحناً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram