ترجمة / أحمد فاضل
تعيش قرنها الخاص بها حيث ولدت في 17 أكتوبر / تشرين الأول 1917 فقد كانت جزءاً من العصر الذهبي لهوليوود ، ثم العصر الذهبي للتلفزيون وعاشت فترة عصيبة خلال حقبة مكارثي ونجت من قائمة هوليوود السوداء وما زالت تحتفظ بمثلها العليا .
لعبت هانت دور الفتاة الطيبة في الأعمال الكوميدية والدرامية وأفلام الغرب الويسترن وأفلام الحرب ، وكانت لها أفلام جريئة لا تنسى مثل " صفقة الخام الكلاسيكية "عام 1948 ، حيث لعبت دور أخصائية قانونية تكافح للإيقاع بمجرم ذكي ، ومع أن الفيلم لم يحقق الانتشار كما كان يتوقع له ، إلا أنه جعل من هانت رمزاً ونجمة يعشقها جمهور كبير وأصبح الدور الذي قامت به هو أحد الأدوار التي اشتهرت بها هانت على مدى سنوات عمرها الطويل .
وعلى الرغم من أنها نشأت في نيويورك ، فإن ما أرادته هي هوليوود فبعد نجاحها في المدرسة الثانوية والبحث عن مهنة عقدت وهي المرأة السمراء الطويلة القامة مع عيون مضيئة عقدا مع باراماونت وهي ما تزال تعيش أعوامها السبعة عشر ، تحدثت من منزلها في لوس أنجلوس قائلة:
"كانت لديَّ ثقة عمياء في أن أصبح ممثلة سينمائية ." وانهالت عليها الأفلام في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي حيث ظهرت في أكثر من 50 فيلماً وغالباً ما لعبت دور الفتاة المحبوبة في الأدوار الرومانسية ، ولكنها كانت تحب فرصة لعب أدوار أقل سحراً ، مثل شقيقة بينيت في فيلم بعنوان " كبرياء وتحامل " عن رواية جين أوستن الشهيرة ، ولديها ثلاثة أدوار على الأقل حيث صورت النساء المسنات بينما كانت ما تزال في العشرينيات من عمرها ، وعندما ظهرت هانت في أفلام ذات ميزانيات كبيرة لعبت من خلالها أدواراً رائعة وأفلاماً أقل تكلفة ، واحد منها كوميدي بعنوان " شؤون مارثا " 1942.
فقدت هانت مسيرتها المهنية في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي حينما دعمت علناً مجموعة من الكتاب والمخرجين والمنتجين الذين اتهموا بأنهم شيوعيون وتمت دعوتها للشهادة أمام لجنة الأنشطة غير الأميركية في مجلس النواب ، تقول
هانت : " لو كنت ليبرالية فهذا يعني أن بعض الشيوعيين " شيوعيون " ، بالطبع كانت تلك الكلمة الأقذر في تلك الفترة التي يمكن استخدامها حول أي شخص " . هانت هي آخر عضو على قيد الحياة في ما كان يعرف باسم لجنة التعديل الأول كانت مجموعة من عشرات من أسماء هوليوود الكبيرة بما في ذلك همفري بوجارت ، لورين باكال ، جون هيوستن وجودي جارلاند أنتجوا برنامجاً إذاعياً يدعى " هوليوود فاستس باك " حيث توجهوا إلى واشنطن العاصمة لإظهار الدعم للكتاب والمخرجين الذين تم استدعاؤهم للإدلاء بشهادتهم أمام لجنة التحقيق حيث قالت :
" كنت هناك فخورة بنفسي لأنني كنت اختبر ما كنت قد كبرت عليه وأنا أؤمن به ، حرية التعبير وحب الوطن وللتوصل إلى قناعة أن هناك أشخاصاً شككوا في وطنيتهم ، الأمر كان مروعاً بالنسبة لي " ، ولكن لم يمض وقت طويل بعد تلك الرحلة حتى اتهمت لجنة التعديل الأول بأنها منظمة شيوعية لقد انهار بعض الأعضاء وأخذوا يتراجعون بينما ادعى آخرون مع الأسف أنهم خدعوا ، لكن مارشا هانت ظلت على ثوابتها فلم تعد تأتيها عقود الأفلام حتى عندما انتهت القائمة السوداء لم تعد حياتها المهنية إلى ما كانت عليه، تلك القائمة ضربت بعض الناس بقوة منهم من مات شاباً أو قضوا سنوات في المنفى ، لكن مارشا هانت وجدت حلماً جديداً للسعي وراءه عندما ظهر اسمها في قنوات ريد ، كانت تعمل في برودواي ، حيث لا يبدو أن القائمة السوداء تلقى ذلك الاهتمام فواصلت العمل على المسرح لفترة كما عملت في بعض الأعمال الدرامية التلفزيونية
عندما عادت هانت إلى لوس أنجلوس ألقت بنفسها في أعمال خيرية وعثرت على منفذ جديد لنشاطها السياسي كمدافعة عن الأمم المتحدة
تقول عن تلك المرحلة :
"في أول مرة سمعت فيها هذا المصطلح ، الأمم المتحدة ، نعم ! هذا يعني عدم وجود حرب ، هذا يعني أن تتوافق مع بعضها البعض وهذا بالنسبة لي ما أبحث عنه ، إذن كيف يمكنني المساعدة؟"
ساعدت في إلقاء الخطب لتشجيع دعم الأمم المتحدة كما أنتجت فيلماً وثائقياً صدر عام 1960 بعنوان " اتصل مع النجوم " عن محنة اللاجئين في جميع أنحاء العالم .
وهي تجلس في البيت الذي اشترته مع زوجها كاتب السيناريو روبرت بريسنيل عام 1940 والذي توفي في عام 1968، تحدق على صورته المعلقة فوق الموقد بفرح وهي تقول :
"كنت محظوظة جداً ، لقد كان رائعاً وممتعاً وكان لدينا كل شيء هنا " .
الآن وبسبب تقدمها في العمر فقد قلصت من نشاطها الخيري الذي كرست له هانت عقوداً من حياتها وبسبب فقدانها السمع فقد باتت تستخدم معينة سمعية وتمشي بمساعدة مشاية حديدية وأصبحت لا ترى جيداً بما فيه الكفاية للقراءة لذا تقول :
" يتوجب عليّ أن أحصل على الأخبار من على الهواء بدلاً من الصحيفة أو المجلة وهذا يغير درجة الوعي عندي بالتأكيد وآمل أن أعرف ما يجري ، ولكن ليس في التفاصيل التي اعتدت عليها والتي كنت أعتز بها".
لكنها لا تقلق كثيراً بشأن التفاصيل الآن فكنوز هانت هي تلك المعالم في حياتها وذكريات الناس ، إنها تقاسمتها معهم منذ فترة ليست بالقصيرة .