adnan.h@almadapaper.net
عدنان حسين
من التوّ واللحظة يتوجّب على العراقيين جميعاً، نساءً ورجالاً، شيباً وشباًنا،ومعهم الأطفال أيضاً، سواء كانوا مرابطين في الوطن رغماً أو رضاءً، أو مهاجرين ومهجّرين ومنفيّين في أربع جهات الأرض، أن يتقدّموا بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى حضرة محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله عبد الجبوري عمّا حققه لمحافظته التي بفضله صارت ترفل بالخير واليُمن والبركات من دون كل محافظات العراق!
المحافظ الجبوري، لمن لا يعرف قدره ولا يدرك معروفه، حقّق معجزة لم يأتِ بمثلها الأوّلون ولا الآخرون. ما من مدينة أو بلدة أو قرية في محافظة صلاح الدين الآن لا يتزوّد سكانها بالكهرباء 24 ساعة في اليوم، أو لا يصل إليهم ماء الشرب خالياً من كل شائبة .. الأزبال التي تمتلئ بها شوارع المدن العراقية وساحاتها ودرابينها وحتى مستشفياتها لا أثر لها البتة في مدن محافظة المحافظ الجبوري الذي سيمنح مكتبُه جائزة نقدية ثمينة لكلّ مَنْ يعثر في عاصمة المحافظة، تكريت، أو سواها، على شحّاذ أو فقير بات ليله من دون أكل، أو شاب خريج جامعة عاطل عن العمل، أو مريض لا يرقد في مستشفى، أو مدرسة ليس فيها مكيّفات هواء ..
أكثر من هذا، النقل في محافظة السيد الجبوري سهل ويسير.. الشوارع مزدهرة بالخضرة.. المدن عامرة بالمسارح والمكتبات العامة ودور السينما، والحصّة التموينية تصل في موعدها بالكمية الكافية وزيادة.
أعظم من هذا كله أنّ في محافظة محافظ صلاح الدين لا يمكنك أن تشمّ، مجرد الشمّ، رائحة للفساد الإداري والمالي، لا في ديوان المحافظة ولا في ديوان مجلس المحافظة ولا في الدوائر الحكومية الأخرى، كالبلدية والشرطة والكهرباء والاتصالات والعقارات والأحوال المدنية والضريبة والتقاعد والضمان الاجتماعي .... ولا يمكنك أن تلمّح ظلاً، مجرد الظلّ، لفساد أخلاقي.
النقص الوحيد والعيب الوحيد والثغرة الوحيدة في حياة سكان محافظة السيد الجبوري، هو أو هي : المشروبات الكحوليّة.. ولهذا بعد أن أتمّ حضرة المحافظ واجبه في أن يجعل محافظته قبلة للناظرين، كلّ شيء فيها يعمل بدقة الساعة السويسرية ويلمع كما ذهب الليرة العثمانية، أصدر فرمانه العظيم بإغلاق محالّ المشروبات الكحولية في تكريت. حجّته وذريعته هي "عدم مقبوليّة ظاهرة بيع المشروبات الكحوليّة في مدينة تكريت لخصوصيّة البيئة الاجتماعيّة للمدينة". (من الآن فصاعدا ستعود للازدهار في محافظة السيد الجبوري السوق السوداء التي يشارك في إدارتها مسؤولون في المحافظة)!
بالطبع ليس من حق أحد أن يسأل ما إذا كان للفساد الإداري والمالي مقبولية اجتماعية، وما إذا كان لانهيار نظام الخدمات العامة مقبولية اجتماعية، وما إذا كان لتعاطي المخدرات مقبولية اجتماعية، فالرجل – المحافظ – قد قضى قضاءً مبرماً على كل أنواع وأشكال الفساد، وجعل الخدمات العامة في مستوى ما تعرفه مدن عالمية كبرى كطوكيو وباريس وبيرن.
صفّقوا معي للمحافظ الذي يعمل لنبذ كلّ ما ليس له مقبولية اجتماعية!.. ومادامت القوى السياسية محتارة الآن في مَنْ ستكلّفه برئاسة الحكومة المقبلة، فإنني أقترح عليها هذا الرجل، محافظ صلاح الدين، فهو الذي سيتمّم علينا مكارم الأخلاق في طول البلاد وعرضها من زاخو إلى الفاو، ونعيش معه وفي ظلّه وكنفه عيشة سعيدة ..!