علي حسين
يقولون لك إنّ السيد حيدر العبادي، لم يتطرق إلى جوهر المشكلة، وهي الفساد الذي أكل كل شيء، والاحزاب التي تحولت الى حيتان تبتلع كل ثروات البلاد، لكنه تحدث عن الإصلاح المنتظر،!! ويضيفون إنّ الرجل لديه وجهة نظر في ما جري بالبصرة من أحداث!! لكنه قال أيضا إن سبب مشاكل العراقيين هي الفئات المندسّة وأصحاب الأجندات.
والآن اسمح لي ياسيد حيدر أن أقول لك إنني مثل ملايين العراقيين لانستطيع أن نعترض على كلامك ولا حتى على إشاراتك، أحياناً نكتب في الفيسبوك وأحياناً أخرى نحتجّ في ما بيننا، لكن هل نستطيع أن نصدر بياناً نقول لك فيه ياعزيزي أنت تغرّد خارج السرب؟ خليك مع صحوتك الإصلاحية، واتركنا مع صحوة الأحزاب الدينية التي قررت أيضا أن تبتلع الاحتجاجات في كرشها الذي وسع كل شيء، لا أتذكّر منذ خمسة عشر عاماً أنّ مسؤولاً عراقيّاً اعترض على ما تفعله الأحزاب في العراق، وتتذكرون معي كيف أن هذه الاحزاب تموّل نفسها من نهب خيرات العراق، لكنها تدين بالولاء لأصحاب السلطة في طهران وأنقرة.
لن تصدِّق ياعزيزي السيد حيدر العبادي عندما أقول إنني معجب بك. فلا أتذكّر أنّ بلاداً تعثرت كما نتعثر. لماذا؟ لأنه لايوجد مسؤول أو سياسي يستطيع أن يقول لأصحاب الخطوط الحمر، كفى عبثاً، بحياة الناس، ولكن ياسيدي مثلما يحرص "جنابك" على رضا الأحزاب وقادتها الأشاوس،، ألا يستحقّ العراقيون منك ان تحرص على ان تحقق لهم الاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية من دون أن يصفقوا لـ أحزاب الجهل والانتهازية؟! وهل الخيار الوحيد الممكن بين حزب واحد ألغى كل أشكال الحياة السياسية، وبين أحزاب تتكاثر مثل الأمراض المعدية؟ لماذا تتبارى الدول من أجل البناء والعلم، بينما أحزابنا تشيع الجهل والخراب.
منذ أربع سنوات ونحن لانزال ننتظر من"جنابك"الكريم أن تجيب على سؤال محيّر : لماذا يعلن بلد مثل العراق حالة التقشّف وشدّ الأحزمة على البطون وهو الذي حصل من الأموال خلال عشر سنوات ما يعادل ميزانيّة عشرة بلدان مجتمعة؟!
ياعزيزي حيدر، وأنت تنتمي لحزب ديني يرفع شعار"مخافة الله"، ألم تشاهد وترى كيف يزداد رفاقك"في الإيمان"غنىً وقسوة وطائفية، فيما يزداد العراقيون خوفاً وفقراً. ثمة فضائح تُكشف كلّ يوم في العراق،، لا مثيل لها في أيّ مكان من العالم، لأنها تتعلّق بغياب الضمير.