إياد الصالحي
حسناً فعلت اللجنة الأولمبية الوطنية بتوأمة الانتخابات الخاصة بالاتحادات المركزية المزمع إقامتها في الفترة المقبلة مع نقابة المحامين عقب استقبال النقيبة أحلام اللامي لرئيس اللجنة رعد حمودي ونائبه فلاح حسن للتداول بشأن تشكيل هيئة مشرفة على الانتخابات تعزيزاً للشفافية والنزاهة ووأداً لمساعي البعض بانتداب شخصيات مزكّاة قريبة منهم لسوء تجربتي 2009و2014 اللتين شهدتا اعتراضات كثيرة شكّكت بمحاباة الهيئة المشرفة على بعض الاتحادات وانقلب عملها سلباً بإنتاج مكتب تنفيذي ضعيف لم ينجح في حماية مصلحة الرياضة والأولمبية نفسها.
إن توجّه الرئيس حمودي ونائبه حسن نحو نقابة المحامين لم يأت من فراغ، بل حرصاً منهما على سلامة الإجراءات القانونية التي ستدرسها الهيئة المنتدبة بعد إحاطتها بظروف الاتحادات الرياضية وأزمتها الكبيرة أثر عدّ مرجعيتها (الأولمبية) كياناً منحلاً من قبل المحكمة الاتحادية العليا ومطالبتها بتشكيل أولمبية جديدة تتناسب مع النهج الديمقراطي واحكام الميثاق الأولمبي العالمي، فجاءت الخطوة موفقة جداً لتجديد الثقة بمجالس الاتحادات المركزية من عدمها كونها كيانات مستقلة ومن حق هيئاتها العامة اختيار رؤسائها واعضائها لولاية تنتهي عام 2021 لاسيما بعد تأخّرها سنتين عقب انتهاء الدورة الأولمبية 2016 في البرازيل.
وفي ظل غياب قانون الأولمبية الوطنية الذي حدّدت الأولمبية الدولية قبل الثلاثين من أيلول المقبل لإنجازه، ونتيجة للظروف السياسية السائدة وعدم تشكيل السلطتين التنفيذية والتشريعية حتى الآن بسبب إجراءات تدقيق التصويت وترقّب تشكيل التحالفات في ضوء ذلك، فمن المستحيل أن يَحسم مجلس النواب الجديد قانون الأولمبية خلال الفترة المتبقية حتى لو شكّل غداً، لذلك لابد من الأخذ بالحسبان تصريف شؤون الأولمبية المُطلع عليها من قبل الحكومة والمتباحث في شأنها مع أمانة مجلس الوزراء في لقاء سابق مع رئيس الأولمبية، كي يتم التعامل مع أزمة الأخير كما جرى في انتخابات 2014، شريطة أن يؤخذ وجود تجمع نجوم الرياضة كعامل ناجح على اختيار الخبراء بينهم للترشح بقائمة تدرس بعناية في أمانة مجلس الوزراء بالتشاور مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية ليكون إخراج المكتب التنفيذي المصرّف أعماله ملبّياً للطموح لما تفرضه المرحلة الحرجة من استثناءات من حق الحكومة أن تسهم في 50% ترسم مصلحة الرياضة كونها مانحة للمال وشريكة في الحل وتدعم الأسماء المرشحة للمنافسة في انتخابات الشخصيات اللامعة.
أنبّه هنا تجمع نجوم الرياضة بعد إطلاعي على النقاط المقررة في اجتماعه الأخير، أن بحثه ملف شرعنة كيانه ضمن "جمعية حقوق الرياضيين" ووضعه هيكلية جديدة مدعمة بنظام قانوني، أراه لجوءاً (نافد الصبر) ولن يخدم توجّه التجمّع الذي استقطب اهتماماً واسعاً وفي مقدمته الحكومة عندما استقبلت ممثليه وتشاورت معهم، وهناك اشارات لدخول التجمع كطرف رابع في لجنة الحل الثلاثية، لذا أرى أن يكثف التجمع جهوده لبناء سقف شرعيته قريباً ويرشح اسماء الشخصيات اللامعة لتلعب دورها في التغيير وفق النسبة المقترحة .
أما اتخاذ التجمع خيمة الجمعية ملاذاً له بالتأكيد لن يخدمه، فالجمعية حالها حال الكثير من المنظمات المجتمعية الحائزة على الموافقة الرسمية لممارسة اعمالها، لكنها لم تقدم لنا منجزاً واحداً حضَّ المؤسسات الرياضية على تبني ستراتيجية تكسب بعض المواقع المتنفّذة بُعداً مصلحياً وطنياً ينزع عنها الأنانيات والسلوكيات الشريرة التي استطمعت بالكرسي ملكاً ووجاهة ومنصّة لإضعاف رياضة العراق.
كيف ننتصر في البطولات ونحسّن الأرقام ونحدّث الأجهزة ونُشعر الرياضي بأنه الأفضل في المنطقة العربية إذا ما بقي ذات الفاشلين والمنتفعين والمحميّين من هذا الطرف أو ذاك ممن لا تعنيهم الرياضة بشيء سوى هدر أموالها والتلذذ بصيتها؟!