زينب المشاط
كُلّ منا ينظر الى الجمال من زاويته الخاصة، إلا أننا في النهاية نستطيع اقتناصه حتى من بين أكوام الخراب والاوجاع، هكذا حاول المصور الفوتوغرافي الشاب كرار الأسدي أن يعكس تجربته الفنية "تماثل" من جموع الخراب التي باتت تحيطه، وتملأ هذه البلاد التعِسة، في معرضه الشخصي الاول للصور الفوتوغرافية والذي اقيم مساء يوم السبت الفائت على قاعة تركيب، يرسم الأسدي حكاية المدينة الحزينة بشيء من الأمل، ويُضيف الى انكساراتها البهجة، والى رُكامها الارتقاء، فيكوّن لنا صورة أشبه بعمل هندسي مميز، بات الخراب فيه يُشابه أحجار الكرستال المُتلألئة والتي تخطف أبصارنا اليها....
من خلال أكثر من 20 صورة فوتوغرافية كانت تُغطي قاعة جدران غاليري تركيب والتي أبهرتنا لما فيها من جمالية ما إن تُركز فيها تجدها يملأها الحزن إلا أنها وللنظرة الاولى تعكس مسرات لذيذة لوجعٍ غافِ، دخل جمهور العرض يحملون المرايا فوق مستوى أبصارهم محاولين بذلك الالتزام مع فكرة العرض وهو "التماثل" وحين سألنا نائب المدير الفني لمؤسسة التركيب زيد سعد تحدّث لـ "المدى" عن المعرض قائلاً "إن ما يُقدمه الاسدي هو الأول من نوعه فهو معرض فوتوغرافي يُشير الى تناظر اللوحة وبهذا نحن نستعين بعملية انعكاس تعلمناها من أوروبا وهي النظر بالعمل من خلال المرايا، ها نحن نحضر لوحات من المرايا التي سيستخدمها الجمهور للدخول الى المعرض لتبيان أن فكرة المعرض هي التماثل."
مصور فوتوغرافي، تخرج من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد وهو الآن يعمل كمدرس في مجاله، اضافة الى انه يمارس مهنته في ستوديو خاص به المصور كرار الاسدي يتحدث عن معرضه اليوم مُشيراً الى جانب من سيرته التي شارك فيها بالعديد من المعارض الفوتواغرافية إلا أنه ولأول مرة يقدم معرضه الفوتوغرافي الحالي والذي يحمل عنوان تماثل ويقول الاسدي "حاولت ومن خلال هذا المعرض أن أُلامس الجمال رغم ما يحيطه من خراب كبير، فقد قمت برحلة من بغداد الى ذي قار ونقلت جمال المدن العراقية من رحم خرابها، في إحدى صوري انا ألتقط انعكاس الارض بشكل مميز، وبعدها ذهبت الى بغداد ثم الموصل وفي كل رحلة كنت أخذت الجانب الجمالي للمناطق التي تعرضت للدمار أو التفجير او التخريب وهذا من شأنه بث نوع من الأمل في العمل الفني وايصاله الى المتلقي."
رغم المشاركات الكثيرة لكرار في معارض عديدة ورغم أن المتلقي لا يمكن أن يتغاضى عمّا يراه من جمالية في العمل إلا أن كرار لم يحصل على اي جائزة في مجاله سوى المركز الثالث في مشاركته بمنافسة جمعية المصورين الفوتوغرافييين السنوية لعام 2014.