TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كواليس: مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه

كواليس: مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه

نشر في: 16 يوليو, 2018: 07:09 م

سامي عبد الحميد

يتشدق بعض المسرحيين العرب والعراقيين هذه الأيام بمصطلح (الجماليات والجمالية) وكثيراً ما يتصدر هذا المصطلح عناوين بحوث الماجستير والدكتوراه في كليات الفنون الجميلة وأرى أن في ذلك مصادرة للمطلوب لأن الفن المسرحي يضم بين طياته جميع الفنون الجميلة الستة الشعر والرسم والنحت والموسيقى والرقص والعمارة، مضافاً إليها (السينما) فناً سابعاً. إذن لا حاجة بنا إلى إضافة كلمة (جماليات) إلى بحوث الفن المسرحي .
هذا يدفعنا إلى الاجابة عن السؤال: لماذا سميت تلك الفنون بالجميلة وما هو الجمال ومتى وكيف يكون الشيء جميلاً؟ الجمال في نظري، هو العنصر الذي يجذب السمع والبصر ويحرك الفكر ويثير مشاعر المتلقي ويستفز مخيلته ويدعو إلى الاكتشاف وهو العنصر الكامن في الطبيعة وفي الحياة ولكنه لا يثيرنا إلا بعد يلتقطه الفنان ويعيد تنظيم ما فيه من أجزاء لاعتقاده بأنه بذلك سوف يدهش المتلقي ويبهجه ويكتشف شيئاً لم يألفه.
ينصب الجمال على المظهر أي الشكل لأنه هو الذي يواجه المتلقي ويرنو لسمعه وبصره ويكتمل تأثيره حين يعبر ذلك الشكل أو المظهر عن معنى معين وهو الجوهر. ويتحول المؤثر الحسي الى الانفعال العاطفي.
وهنا أرجع إلى فلسفة (كانت) وطروحاته عن الجميل والجليل في الفن، حيث يشير إلى أن الجميل يسهم في تحضيرنا لأن نحب الأشياء ونحب الطبيعة نفسها، بينما يساعدنا الجليل في تقييم أعلى للأشياء ويتعارض مع ميولنا الحسية. وهكذا أعتقد بأن الجميل يتمثل بشكل العمل الفني أما الجليل فيتمثل في مضمون ذلك العمل ومعناه ويتحقق الأبداع في حالة انسجام المضمون مع الشكل.
في الفن المسرحي يتمثل الجمال أولاً في شكل النص المسرحي وبلاغة لغته وما يفرزه من معانٍ ودلالات عبر الشخوص والأحداث وفي كيفية تصاعد الصراع الدرامي المنعكس كما هو موجود في الحياة ويخلق المتابعة والتشوق لدى المتفرجين تعبيراً عن واقع الإنسان ومعاناته وتطلعه نحو الأفضل .
يتبع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram