علي حسين
لابدَّ من أنّ حضرتك شاهدتَ صورة رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك غوين، وهي بملابس السجن تستمع إلى قرار يعلنه القاضي بإضافة سنوات جديدة إلى سنيّ حبسها ليصبح المجموع 32 عاماً، وكانت النيابة الكورية اتهمت، أتمنى أن لايسالني أحد عن النائب العام العراقي، فأظنّ أنّ هذا المنصب وهمي ولا وجود له في أرض الرافدين، أعود للسجينة الكورية التي اتُّهمت بتبذير مبلغ ثلاثة ملايين دولار استخدمتها في صيانة منزلها الخاص ومساعدة إحدى الصديقات في افتتاح محل تجاري. مع المخالفات التي ارتكبتها السيدة"غوين"تذكّر عزيزي القارئ كيف لفلف مسؤولونا"المؤمنون"مبلغ ترليون دولار في مشاريع وهمية، كان من نتائجها أنّ الصحافة الكويتية خرجت علينا أمس لتعلن أن الكويت تضيء ظلام العراق، فالبلاد التي أخبرنا ذات يوم حسين الشهرستاني أنها ستصدّر الكهرباء لدول الجوار، وستتحول إلى أكبر منتج للمشتقات النفطية في العالم، مدّت يدها تطلب العون من الكويت لتزويدها بالوقود لتشغيل المحطات الكهربائية،بينما يتمتّع سرّاق أموال الكهرباء بما نهبوه، وبالحصانة التي تمنحها إليهم الدولة باعتبارهم خطوطاً حمراء لايمكن الاقتراب منها.
كأنما الدرس الذي تعطيه بعض الشعوب موجّه على نحو خاص، إلى بلد النهب المنظّم، ففي باريس كانت صورة أحد أفراد حماية الرئيس ماكرون وهو يضرب أحد المتظاهرين الخبر الاول في معظم الصحف الفرنسية، وهنا أيضا خرج المدّعي العام الفرنسي ليعلن أنّ شخص مكلف بالخدمة العامة، استغل مهماته في الإساءة إلى مواطن، ولم تمرّ ساعات حتى أصدرت الرئاسة الفرنسية بياناً اعتذرت فيه للمواطن الذي تعرّض لـ"دفرة"واحدة، وليس تعذيباً بالكهرباء أو تعليقاً في المروحة،أو إطلاق رصاص حيّ.
لا بأس وأنت تتابع الاعتذار الإنساني الذي قدمته الرئاسة الفرنسية، أن تتذكّر ما يفعله حيدر العبادي مع المتظاهرين، ولا بأس أيضاً أن تنعش ذاكرتك بأنّ المئات من المتظاهرين تعرّضوا لإصابات قاتلة بسبب مطالبتهم بالخدمات ومحاسبة الفاسدين، وأنّ هناك مَن انتُهكت آدميّته في أقبية تعذيب، تصوّر المواطن العراقي أنها دُفنت بعد عام 2003، إلّا أنّ حزب الدعوة مصرّ على تجديد جدرانها وتزويدها بالأجهزة الحديثة والرجال الأشدّاء
والآن ليسمح لي السيد العبادي أن أسال : هل كثير على هذا الشعب المسكين أن يسمع أو يقرأ أنّ الذين أصدروا الأوامر بقتل المتظاهرين وتعذيبهم سيُقدّمون إلى المحاكمة، بعدها يمكن له أن يشرح للناس فوائد الإصلاح!