اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مع العبادي ضدّ المتظاهرين!

العمود الثامن: مع العبادي ضدّ المتظاهرين!

نشر في: 22 يوليو, 2018: 09:15 م

 علي حسين

ضع جانباً تلك الصور القاسية لعدد من الشباب وهم محاطون برجال ملثّمين يأخذونهم إلى طريق الموت أو التعذيب، ودع جانباً الحديث عن صورة رجل الأمن الذي ارتدى قناع الشيطان، وهو يراقب المتظاهرين من على سطح بناية المطعم التركي، في مشهد أعاد لنا أمجاد كمال الساعدي يوم قرّر أن يسحق تظاهرات 25 شباط 2011، وتعامل مع هذه المشاهد وكأن هذه الصور غير موجودة، أو أن الوكالات استبدلتها بصورة لحيدر العبادي يذهب باتجاه متظاهري البصرة وهو يقول لهم بهدوء : جئت لأستمع لمطالبكم، دون هراوات ولا غاز مسيل للدموع، ولا ملثمين، ولا سراديب مظلمة. ما الذي كان سيغيره هذا المشهد؟ أسمعك تقول تغيّر كثيراً من الصورة الحالية للدولة العراقية، التي تصورت الناس أنها في زمن العبادي ستقوم من غفوتها، وتبدأ في محاربة الفساد ولصوص المال العام، وناهبي أملاك الدولة، ومموّلي الخراب والجهل..فقد مرّت أربع سنوات من عمر حكومة العبادي، دون إجراء واحد يردّ للعراقيين الأمل في المستقبل.
للاسف لم يلتفت العبادي إلى أنّ التظاهرات هي صورة العراق الحقيقية، لا النظام السياسي الكسيح. مئات من العراقيين يموتون ويعذّبون ويسجنون، ودائماً بحسب لوائح العبادي الجديدة، ليسوا أمراً ذا بال. دعهم، فماذا يعني أن يصبح عدد قتلى التظاهرات الأخيرة (١٣) متظاهراً وعدد الجرحى اقترب من الالف، والذين اعتقلوا تجاوزوا السبع مئة، كلّ ذلك أرقام، والنظام الديمقراطي في العراق لا تعني له أرقام الموت والخراب شيئاً، المهم أن تبقى المنطقة الخضراء محصنة من عيون الشعب!
يصرّ العبادي ومعه فريقه المتحمّس على أنّ هناك شبهات حول التظاهرات، وينسى أن الشبهات أولاً كانت ضد الدولة ومؤسساتها التي أخبرنا العبادي في بداية ولايته أنه في صدد إصلاحها، وظنّي أن صور الملثمين ومعهم صورة رجل الأمن صاحب القناع الشيطاني كانت مقصودة، ليس فقط لتخويف المتظاهرين وقهرهم، وإنما لننشغل جميعًا بالجدل حول الصور! ولا نطرح الأسئلة عن الدولة الغارقة في الفساد وسيطرة الجماعات المسلحة، يريد العبادي من العراقيين أن يكونوا معه ضد المتظاهرين، ساكون معه فقط لو استطاع ان يقدم لي تعريف لمفهوم الدولة، هل هي دولة مواطنة وحقوق، أم دولة بوليسيّة تستبدل ضحكة العبادي الناعمة، بقناع الشيطان!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram