محمد حمدي
حفل دوري الكرة الممتاز بنسخته الأخيرة بالكثير من الأحداث التي ميّزته عن دوريات السنوات الأخيرة الماضية وتجاوز عدد لابأس به من العثرات والاخفاقات بنسبة محدودة أيضاً ولم تكن بجميع الأحوال عند مستوى الطموح، فقد حمل باستحقاق لقب ماراثون الكرة العراقية لفترة طويلة من الزمن وصلت حدود الملل، واضطر اللاعبون الى خوض مبارياتهم الأخيرة في اجواء شديدة الحرارة لا تصلح للعب الكرة شوطين، وبدا الإرهاق واضحاً على محيا اللاعبين وملاكاتهم العاملة معهم ولا غبار أو اشكال يذكر لنكران هذا الوقت المبالغ فيه، ويقر اتحاد الكرة بأنه الأطول والأكثر تعقيداً حتى في الحسابات التي فقدت أهميتها لبعض الفرق وبصورة خاصة لفرق المنتصف التي اقتنعت بنتائجها وتحددت خطواتها في الوصول الى خط النهاية بأي شكل طالما ضمنت البقاء في النسخة المقبلة.
إن دوري الكرة الأول وكما هو معروف عالمياً يعد المقياس الأول لنجاح واخفاق المنظومة الإدارية في الاتحاد ولا يوازيه اي تحدٍ آخر في العمل، وعليه فإن النجاح المقترن بالتجربة والاستفادة منها هو الغاية وطريق النجاح والتميّز لمرحلة مقبلة لا تقبل اخطاء الماضي، وكما وعد اعضاء الاتحاد بجميع لجانه في فترات سابقة، بأن التشخيص السليم لنقاط الاخفاق الرئيسة بات معروفاً لديهم لذلك لا يمكن القبول بتكرار التجارب ومرارتها التي تجرّعها جمهورنا بصبر وثبات والحديث هنا قدر تعلّق الأمر بمنظومة الاتحاد ولجانه العاملة ولا نشير الى الأندية التي عانت ما عانت وفرض عليها نظام الدوري الكثير من المتاعب التي أثقلت كاهلها .
إن التشخيص المشار إليه في عمل اللجان سواء الانضباط والمسابقات والحكام وغيرها لا يمكن أن يستمر في تجربة مقبلة وإن سلمنا جدلاً بعدم امكانية التقليل من فرق الدوري النخبوي للمرحلة المقبلة كأول الشروط وحجر الزاوية للفشل، ولكن يستطيع الاتحاد بقرار جريء أن يزيد من عدد الفرق الهابطة الى مصاف الدوري للدرجة الأولى الى أربعة فرق ليختصر الزمن والجهد للموسم الكروي بعد المقبل وبذات الهمّة يستطيع أن يحسم بقوة قرارات العقوبة وتأمين استحقاقات الحكام ويعمل بمحددات التأجيل لأوقات الضرورة القصوى فقط بلا محاباة لأيّ طرف مهما كان شكله وقربه، وبذات الوقت يتم التعامل بحدية وشدّة مع ملف التراخيص الممنوحة للأندية وتكلفها بحمل اسم النادي دون أن تكون له اية مواصفات تطابق المطلوب ومنها الملعب والإدارة المالية والإمكانات وهي فرصة مثالية لتشذيب الدوري وفق القانون ورفع الارهاق عن كاهله طالما أن القياسات معتمدة في جميع بلدان العالم.
هناك الكثير من الأمور التي نتوسم في الاتحاد وجديته التي أعلنت بعد انبثاق عمله بالتشكيلة الجديدة أن يكون أهلاً لها فتكون هي خير دليل على النجاح والجدية التي تتوخاها الجماهير، ونذكر أخيراً بأن النجاح الذي نتمناه أو الفشل لا سمح الله هو المنظار الحقيقي لكل ما قيل أو يُقال فقد حفظت جماهيرنا الكبيرة عن ظهر قلب الصورة بوضوح وتعلم من اين يبدأ الاصلاح بعد أن مرّت سنوات عسيرة رأينا فيها العجب والتخبط ماثلين أمامنا ولم يعد بالممكن تقبل الاسطوانات المكررة لأعذار أكل عليها الدهر وشرب.. !