علي حسين
في البلاد أزمة خطيرة، وأخطر ما فيها أنّ الحكومة و"ببغواتها"أصيبوا بداء الصمت القاتل،فيما الأجهزة الأمنيّة تعتقد أنّ التظاهرات تقودها جهات"مندسّة".
في هذه البلاد يستنفد الذين التصقوا بكراسيّ الحكم كلّ الألاعيب والحيل وسيناريوهات الرعب والخراب والدم والممنوعات من أجل الالتفاف على استحقاقات مشروعة ينتظرها الناس كل يوم، في مناسبات عدة كانوا يستبقون مطالب الناس بافتعال الأزمات ذاتها، صراع بين المالكي والنجيفي، تعطيل البرلمان، تعطيل الحياة،غياب الخدمات، وأخيراً وضع الإنترنت في جيب"سترة"العبادي.
بالأمس وأنا أقرأ الخبر الذي يتعلّق بوزير الاتصالات حسن الراشد، وبالمناسبة الوزير"التكنوقراط"يحمل شهادة في التربية الإسلامية، وجدت الوزير يقول إنّ قرار حجب الإنترنت سببه استخدامه بشكل سيّئ ويضيف"معاليه"إن الإنترنت يثير العواطف،ولهذا فهو ممنوع..ممنوع..ياولدي.
هكذا قررت حكومة العبادي أن تسخرَ من الشعب،بدليل أنّ العبادي خرج أمس يقول وهو يمدّ لسانه لنا :"إنّ العراقيين يتمتعون بحرية هائلة في مجال الإنترنت". اذن نحن امام حكومة تضع على جدول أعمالها فقرة واحدة هي كيفية التخلص من هذا الشعب! ولهذا قدّم مستشار رئيس الوزراء لشؤون"كلّ شيء"عباس البياتي، نسخة من دعاء يحتفظ به لكي يردده أعضاء الحكومة بصوت واحد، وهذا الدعاء الذي سيخيّب حتماً تظاهرات العراقيين ويفشل أجندات المندسّين، وينفع"العبادي الأبيض في اليوم الأسود".
الدعـــــاء
اللهمّ ثبّتنا على كراسيّنا.. وبارك لنا ولأهلينا فيها.
واجعل الكرسيّ ـ يا رب العالمين ـ إرثاً نورثه لأهالينا.
وأبقِ علينا نعمة"السلطة"واحفظها من الزوال أبد الآبدين.
اللهمّ اجعل النار تشتعل فيمن يعارضنا.. وانصرنا على مَن يخالفنا.
ولا تجعل راحة الشعب أكبر من همّنا.
اللهمّ اجعل مكتب رئيس الوزراء دارنا ومستقرّنا ومرقدنا إلى يوم الدين.
اللهمّ نسألك فترة ممتدّة.. وهجمة مرتدّة.
اللهمّ نسألك حُسن القعدة على قلوب الناس.
وطيب الإقامة على أنفاسهم، ولا نسألك الخاتمة أبداً.
اللهمّ إنّا نعوذ بك من إنترنت يصفع.
ومن شعب لا يخاف أو يقمع، ومن مواطن لا يُخدع.
اللهمّ احفظ لنا كراسيّنا، ودُم علينا نعمة خوف العباد وصمتهم
آمين يا ربّ العالمين.