TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دعاء حيدر العبادي

العمود الثامن: دعاء حيدر العبادي

نشر في: 24 يوليو, 2018: 09:13 م

 علي حسين

في البلاد أزمة خطيرة، وأخطر ما فيها أنّ الحكومة و"ببغواتها"أصيبوا بداء الصمت القاتل،فيما الأجهزة الأمنيّة تعتقد أنّ التظاهرات تقودها جهات"مندسّة".
في هذه البلاد يستنفد الذين التصقوا بكراسيّ الحكم كلّ الألاعيب والحيل وسيناريوهات الرعب والخراب والدم والممنوعات من أجل الالتفاف على استحقاقات مشروعة ينتظرها الناس كل يوم، في مناسبات عدة كانوا يستبقون مطالب الناس بافتعال الأزمات ذاتها، صراع بين المالكي والنجيفي، تعطيل البرلمان، تعطيل الحياة،غياب الخدمات، وأخيراً وضع الإنترنت في جيب"سترة"العبادي.
بالأمس وأنا أقرأ الخبر الذي يتعلّق بوزير الاتصالات حسن الراشد، وبالمناسبة الوزير"التكنوقراط"يحمل شهادة في التربية الإسلامية، وجدت الوزير يقول إنّ قرار حجب الإنترنت سببه استخدامه بشكل سيّئ ويضيف"معاليه"إن الإنترنت يثير العواطف،ولهذا فهو ممنوع..ممنوع..ياولدي.
هكذا قررت حكومة العبادي أن تسخرَ من الشعب،بدليل أنّ العبادي خرج أمس يقول وهو يمدّ لسانه لنا :"إنّ العراقيين يتمتعون بحرية هائلة في مجال الإنترنت". اذن نحن امام حكومة تضع على جدول أعمالها فقرة واحدة هي كيفية التخلص من هذا الشعب! ولهذا قدّم مستشار رئيس الوزراء لشؤون"كلّ شيء"عباس البياتي، نسخة من دعاء يحتفظ به لكي يردده أعضاء الحكومة بصوت واحد، وهذا الدعاء الذي سيخيّب حتماً تظاهرات العراقيين ويفشل أجندات المندسّين، وينفع"العبادي الأبيض في اليوم الأسود".
الدعـــــاء
اللهمّ ثبّتنا على كراسيّنا.. وبارك لنا ولأهلينا فيها.
واجعل الكرسيّ ـ يا رب العالمين ـ إرثاً نورثه لأهالينا.
وأبقِ علينا نعمة"السلطة"واحفظها من الزوال أبد الآبدين.
اللهمّ اجعل النار تشتعل فيمن يعارضنا.. وانصرنا على مَن يخالفنا.
ولا تجعل راحة الشعب أكبر من همّنا.
اللهمّ اجعل مكتب رئيس الوزراء دارنا ومستقرّنا ومرقدنا إلى يوم الدين.
اللهمّ نسألك فترة ممتدّة.. وهجمة مرتدّة.
اللهمّ نسألك حُسن القعدة على قلوب الناس.
وطيب الإقامة على أنفاسهم، ولا نسألك الخاتمة أبداً.
اللهمّ إنّا نعوذ بك من إنترنت يصفع.
ومن شعب لا يخاف أو يقمع، ومن مواطن لا يُخدع.
اللهمّ احفظ لنا كراسيّنا، ودُم علينا نعمة خوف العباد وصمتهم
آمين يا ربّ العالمين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram