TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: ويلز رجل السينما

كلاكيت: ويلز رجل السينما

نشر في: 25 يوليو, 2018: 07:21 م

 علاء المفرجي

ازدهر الفن السابع بفضل عدد من رجالاته الحالمين الذين وضعوا لبنة في هذا الفن، وأصبح بفضلهم الفن الأحدث، وكان عدد من المخرجين في طليعة هؤلاء.
أحدهم قدّم لغة سينمائية جديدة في التكنيك ومكتملة في تكوينها لأفضل عناصر السينما الصامتة والناطقة، إنه أورسن ويلز المرتبط اسمه بواحد من أعظم انجازات السينما على الاطلاق ذلك هو فيلم (المواطن كين) الفيلم الذي لم تخطئه أية قائمة استفتاء لأفضل فيلم أو عدة أفلام في تاريخ السينما ومثلما ناصبته هوليوود القطيعة بسبب تمرده على سطوتها التي غالباً ما مارستها على البعض في عمالقة السينما ، ولم تلتفت الى تكريمه بالشكل الذي يليق كأحد أهم المجددين في الفن السابع وهو ما يجعل تكريمه من قبل مهرجانات السينما حدثاً يكتسب فيه المهرجان أهمية مضافة.
إبداع أورسن ويلز يشير الى أن السينما الحديثة تدين له بأكثر مما تدين الى أي مخرج آخر، فهذا المجدد لجميع الأساليب السينمائية والإضافات الجمالية التي أدخلت تحولاً كبيراً على الطريقة التقليدية في التعبير.
ولعل عظمة ويلز تتجلى في خضم حاجته المتعاظمة للاستغلال الذي أدى الى استبعاده من صناعة السينما الكبرى في هوليوود فقد قدّم أهم الروائع في المنجز السينمائي العالمي (آل امبرسون) و(الرائعون) و (سيدة من شنغهاي) و(المحاكمة) وغيرها .
وعلى الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على إخراجه لفيلم المواطن كين فإنه ما زال يحتل مكانة مهمة في تاريخ السينما لطريقته المتفردة في ذلك الوقت وثورية بنائه الروائي ابتداءً من السيناريو الذي أبدع في استخدام أسلوب (الفلاش باك) الذي أفاد الكثير من المخرجين فيما بعد إلا أن امتيازه الأهم كان في انجاز أحداث الفيلم بهذا الأسلوب المبتكر في حينه ولم يكن ذلك الملمح الوحيد من حيث الإضافة الجمالية في هذا الفيلم والذي منحته الخلود المرتجى، بل إن الفن في الاستخدام الدرامي المتطور للصوت وحتى طريقة الحديث التي استخدمها للمرة الأولى في السينما عندما جعل الممثلين يتحدثون في وقت واحد لإبراز أكثر من دلالة.
وتبقى الإضافة الأهم لويلز في هذا الفيلم هو براعته باستخدام أسلوب عمق المجال والذي تجلى في أشهر مشاهد عمق المجال في تاريخ السينما على الاطلاق، فضلاً عن استخدامه أسلوب اللقطة المشهدية الذي لم يكن الفيلم سوى مجموعة لقطات منها.
ولم يكن المواطن كين على أهميته، الأثر الرائع الوحيد في المسيرة الإبداعية لهذا المخرج الذي يجمع الكثير من النقاد على إنه أفضل من تعاطى مع أعمال شكسبير على كثرة معالجتها للسينما وهو ما جعل الكثير من مخرجي السينما ينهلون من فيض ابتكاراته وليس أقلهم عظمة هتشكوك وروبرت ألتمان وسكورسيزي وآخرين.
ومثلما أرعب أميركا كلها وجعل الناس تخرج من بيوتها مفزوعة من هجوم سكان المريخ وهو يقدم برنامجه الإذاعي، فانه قلب الكثير من التصورات والمفاهيم عن العمل السينمائي وهو يقدم روائعه لهذا الفن الذي حفظ له مكانةً لا يزاحمه فيها أحد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram