إياد الصالحي
تستعد الاتحادات المركزية لتهيئة قوائم الهيئات العامة الخاصة بها تمهيداً لإجراء الانتخابات المزمع إقامتها للدورة ( 2018-2021) انسجاماً مع توجيهات اللجنة الأولمبية الوطنية تمهيداً لانبثاق مكتب تنفيذي جديد يلبي طموحات الرياضة العراقية للسنين الأربع المقبلة، ينقذها من فوضى إدارية عارمة عرّضتها الى مخاطر جمّة قوّضت آمالها في أكثر من مناسبة نتيجة تضارب الصلاحيات وضعف الإعداد وعدم استثمار الأموال لصناعة إنجاز قاري وأولمبي تفتخر به خلال الحقبة المنتهية.
وسط كل هذه الإجراءات المتسارعة وبروز حالات اعتراض منطقية من بعض المتضرّرين لتواصل رؤساء اتحاداتهم الترشح لدورة جديدة برغم عدم أهليتهم حسب رؤاهم، وسط كل ذلك فاجأت الأولمبية الجميع بلفت الأنظار إلى مشكلة مطالبة أمينها العام حيدر الجميلي بإحالة مديرها التنفيذي جزائر السهلاني الى لجنة تحقيقية بُعيد مصارحة الأخير الإعلام الرياضي عن واقع اللجنة الأولمبية والأخطاء التي ارتكبتها وتحمّله شخصياً مع اعضاء المكتب التنفيذي والأمانتين المالية والعامة مسؤولية كل ما جرى للرياضة سابقاً نتيجة الأخطاء الجسيمة في إقرار الضوابط الانتخابية واعترافه ضمنياً إنه كان جزءاً من عملية الإشراف عليها وتنفيذها.
تصريحات خطيرة لابد من التحقيق في مضامينها وفرز خيوطها التي أخذت تتضح اليوم بشكل لا لبس فيه، فصراع الخصوم يفضح المكتوم أحياناً، وما أدلى به السهلاني لبرنامج الشوط الثالث الذي يقدمه الزميل محمد إبراهيم الناصر عبر قناة الشرقية وقفة مفصلية بحاجة الى التأمل المستفيض والمقرون بتحقيق شفاف يُدلي فيه الأمين العام حيدر الجميلي شهادته بحرية تامة، فقد عزا السهلاني الوضع الراهن الى (جنون الفوضى والغرور والاستهتار بمقدرات الناس) وأضاف (أنا لا اعترف بالأمين العام ولا بتوقيعه، سبق وأن أتهمت نفسي أولاً قبل الآخرين بوجود عبث مالي وإداري وفني وقانوني داخل العمل الأولمبي، وأكدت أن تأسيس الأولمبية الخاطئ فيه نَفَسْ طائفي ومناطقي وقومي وأن تقاسم الحقوق لم يكن على اساس الكفاءة) وأشار إلى أن (الأمين العام حيدر الجميلي يحاول إعادة التأسيس الأولمبي ذاته الى الواجهة بينما نحن نريد انتخابات شفافة وليست تحت الطاولة) ثم ذكر السهلاني نقطة غاية في الأهمية (أن مرحلة الفوضى تصوّر للأمين العام بأنه في موضع القوة، وأنا أمتلك أوراقاً تدين آلية وجوده وطريقة أداءه سلّمتها الى رئيس اللجنة الأولمبية ولم يتخذ أي إجراء بشأنها) واختتم تصريحه (هناك مخطّط غريب وعجيب يُدار ضد إرادة حمودي من أجل تفويت الفرصة عليه لإجراء الانتخابات لأن معاييرها هذه المرّة تختلف عن سابقاتها التي أخطأنا فيها وأنا كنت جزءاً من الخطأ .(!
أية صراحة نريد بعد مكاشفة السهلاني مستور الأولمبية وربما يفاجِئه الجميلي بمكاشفة صادمة هو الآخر كونه لم يدلِ بحقّ الرد حتى الآن؟ كيف نأمل إقامة انتخابات الاتحادات ومن ثم المكتب التنفيذي في ظل مجاهرة السهلاني بوجود لوبي ضاغط في مقر الأولمبية للحيلولة دون إدارة العملية الأنتخابية وفق ما يطمح إليه الرئيس حمودي المُلزم بوعده الى الحكومة والأولمبية الدولية للبدء بالدورة الجديدة قبل انقضاء الفترة المحددة؟
مؤشرات وتحذيرات ربما تضع الرياضة العراقية في منعطف غير آمن لاسيما أن آليات الترشّح للانتخابات السابقة لم تكن سليمة صراحة في جوهرها وسياقاتها بدليل أن السهلاني نفسه كان مكلفاً بالإشراف عليها ثم تم السماح له بالترشّح والعمل بصفته الحالية بلا أي ضابط يجيز له ذلك، عليه لابد من وقفة حازمة للإعلام وجميع مفاصل الرياضة لمساعدة الأولمبية على إقامة انتخابات نزيهة بعيداً عن الصراعات التي يريد البعض أن يلهينا بها لسرقة الوقت الثمين من المجادلة والتحرّي بشأن مدى صواب إجراء انتخابات الاتحادات قبل الأندية "القاعدة الأساس لانتخاب ممثليها في الهيئات العامة للاتحادات" وكيف سيتم تغيير الأشخاص إذا ظلّت اللعبة الانتخابية تُدار بالآلية نفسها، وما هو موقف المحكمة الاتحادية العليا التي عدّت الأولمبية الوطنية كياناً منحلاً ما بعد 2003، وهل ستبقى تفصيلات التنسيق الأولمبي مع الحكومة سرية عطفاً على تداعيات خطاب الأولمبية الدولية وزيارة ممثلها حيدر فرمان الى بغداد؟.