TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العبادي ونظرية سحب اليد!

العمود الثامن: العبادي ونظرية سحب اليد!

نشر في: 29 يوليو, 2018: 09:23 م

 علي حسين

لا أعرف لماذا لا يريد السيد حيدر العبادي أن يصارح العراقيين بأنّ عشرات المليارات التي خُصصت للكهرباء تمّت سرقتها في وضح النهار، وأنّ الأمر لايحتاج إلى بيانات وتوضيحات وسحب أيدي. فقط أوامر قبض تصدر بحقّ كلّ من أوهم العراقيين أنّ عام 2013 سيكون عام تصدير الكهرباء إلى دول الجوار، ولايحتاج السيد العبادي إلى أن يبحث في موقع غوغول عن أصحاب هذا التصريح الثوري، فهو يعرفهم جيداً، وربما يجلس معهم في بعض الأماسي يتباحثون عن طرق مبتكرة في مطاردة المتظاهرين، إن دولةً ترتعد من الفيسبوك واليوتيوب وتعجز عن تحمّل انتقادات يوجهها المواطن المحاصر بالانتهازيين والسرّاق، ليست سوى حكومة محكومة بنوبة فشل دائمة، لن تنتهي بسحب يد وزير واحد، في الوقت الذي لا أحد يريد أن يسأل أين ذهبت موازنات العراق منذ عام 2003 وحتى الظهور الأخير لحيدرالعبادي من على فضائية العراقية، فالسيد رئيس الوزراء يهلّ علينا كلَّ يوم من خلال الصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها رئيس الوزراء كل يوم ثلاثاء، حيث يظهر العبادي بالصورة والصوت على فضائيات متعددة. وبرغم كثافة الحضور الإعلامي لرئيس الوزراء، إلا أنّ واقع الأمر يثبت بالدليل القاطع أنّ أحداً في العراق لا يثق على الإطلاق بتصريحات رئيس الوزراء، ولا ببيانات مجلس الوزراء، والدليل إنّ معظم العراقيين يسخرون حين يسمعون أنّ هذا العام سيكون الأخير في سلسلة معاناتهم مع الكهرباء والصحة والتعليم والخدمات، ولهذا فإنّ الغالبية العظمى من العراقيين لا تعتبر الحكومة أمينة وصادقة في تصريحاتها وقراراتها.
كما قلت لجنابكم، لا سابقة لمثل هذا النهب المنظَّم في تاريخ البلدان. ويدرك السيد العبادي جيداً أنّ الأموال التي صرفت على الكهرباء كانت تكفي لتوليد الطاقة لقارّة بأكملها، ولا أعلم سرّ إصرار السيد العبادي على عدم فتح هذا الملفّ، بدلاً من الحديث عن تبذير المواطن وعدم التزامه بدفع الفواتير والكلام الكبير عن الشفافيّة والتخطيط العلمي ونظرية سحب اليد، بينما يتمتّع سرّاق أموال الكهرباء بما نهبوه، وأيضا بالحصانة التي تمنحها إليهم الدولة.
والآن ليسمح لي السيد العبادي بأن أسال : هل كثير على هذا الشعب المسكين أن يسمع أو يقرأ أنّ الذين نهبوا المليارات التي خُصصت للكهرباء والصحة والنقل والتعليم والتربية والحصة التموينية والخدمات، سيقدّمون إلى المحاكمة بتهمة الضحك على عقول العراقيين، بعدها يمكن للحكومة أن تشرح للناس فوائد سحب يد لوزير الكهرباء!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram