سامي عبد الحميد
في السنوات الأخيرة شارك عدد من المسرحيين العراقيين من المحافظات خارج بغداد في مهرجانات مسرحية عربية بعد أن كانت تلك المشاركات مقتصرة على الفرق المسرحية البغدادية وخصوصاً الفرقة الوطنية للتمثيل. ونعتقد إن الظاهرة الجديدة من المبادرات الطيبة بعد أن أثبتت المجموعات المسرحية في المحافظات جدارة عروضها المسرحية وأحقيتها في المشاركة في المهرجانات الخارجية وبالأخص مجموعات الحلة ومجموعات البصرة المسرحية. نعم مثل هذه المشاركات مهمة بالنسبة لمسرحنا ولكن الأهم هو نوعية العروض المسرحية التي تقوم في تلك المشاركات وكيفية اختيار تلك العروض. يبدو لي أن مشاركات المجموعات المسرحية من خارج العاصمة بغداد تتم عن طريق العلاقات الشخصية بين بعض المسرحيين العراقيين من جهة وإدارات المهرجانات العربية من جهة أخرى، وعليه فأن نوعية المشاركات قد لا تكون هي الأفضل، فقد ظهرت عروض مسرحية في بعض محافظات الوسط والجنوب، متميزة وفيها الكثير من عناصر الابتكار ولم يصادفها الخطر في أن تشارك في مهرجان خارجي ونستطيع القول إن البعض منها لم يكن يقل في مستواه الفني عن أغلب عروض المسرح البغدادي بل وربما تفوق عليه وبالأخص عروض الفرقة الوطنية للتمثيل.
مع أننا نبتهج عندما نعرف أن أحدى المجموعات المسرحية العراقية قد شاركت أو ستشارك في أحد المهرجانات العربية، إلا أننا نتوقف قليلاً عند كيفية تلك المشاركة وخصوصاً عندما تتم عن طريق العلاقات الشخصية مع مسؤول في إدارة المهرجان وليس عن طريق الاختيار الأمثل من قبل جهة عراقية مسؤولة هذا من جهة، ومن جهة أخرى نبقى نتساءل عن قيمة هذا المهرجان أو ذاك وسمعته الفنية لا سيما وقد كثرت المهرجانات المسرحية في البلاد العربية وبالأخص في بلدان المغرب العربي.
في الآونة الأخيرة أصبحت المشاركة في أحد المهرجانات هدفاً لهذا المسرحي العراقي أو ذاك ولذلك تراه يفكر أولاً في سرعة إنجاز العمل المسرحي الذي ينوي المشاركة به و بأقل عدد من المشاركين فيه لتخفيف الكلفة المالية للمشاركة وربما حتى كلفة عناصر الإنتاج الأخرى كالمناظر والأزياء وغيرها.