علي حسين
أحببتُ أن أشارككم خبراً مثيراً لاتزال الأوساط السياسية في العالم تعاني من شدة صدمته وقوة تأثيره على أسواق المال، وعلى مستقبل الصراع الدائر بين الشرق والغرب.. الخبر يقول إنّ السيد إبراهيم الجعفري الذي شغل منصب أول رئيس حكم بعد عام 2003، وتقلب مستريحاً من نائب رئيس جمهورية إلى رئيس وزراء إلى وزير خارجية، قرّر أن ينفض يديه من السياسة ويعتزل ليتفرّغ لمواصلة رفد الساحة الثقافية والفكرية بمؤلفات يدخل فيها موسوعة غينيس للكاتب الأكثر إنتاجاً، فحتى هذه اللحظة صدر له أكثر من 200 كتاب عداً ونقداً، ونتمنى أن يحقق أمنية العراقيين جميعاً فتصل مؤلفاته إلى ألف كتاب وكتاب، لينافس الراحلة شهرزاد في عقر دارها..كلما أقرأ خبراً عن وزير خارجيتنا أضحك، وأحيانا تغرق عيناي في الدموع على ما وصلنا إليه من مهزلة.
قبل عام رحل عن دنيانا الألماني هلموت كول الرجل الذي قال لشعبه وهو يقدّم استقالته ويعتزل السياسة بسبب اتهامه بتلقّي تبرّعات لدعم حزبه :القضية الكبرى ليست في المنصب الذي أغادره، وإنما في ألمانيا قوية ومزدهرة
ربما سيقول البعض، ما لنا ومال ألمانيا، ونحن نخوض هذه الأيام معركة تشكيل الكتلة الأكبر، والتمهيد لتطبيق نظريةالثوريبهاء الاعرجي في الحكم لعام 2018 والتي خلاصتها ان منصب رئيس الوزراء القادم من حق نوري المالكي، ونتذكر ان الاعرجي قال عام 2014 ان :نوري المالكي يريد ان يضحي بالعراق بترشيح نفسه لولاية ثالثة.، المشكلة اليوم أنّ هناك شيئين في العراق، لايمكن السيطرة عليهما، بعضلطفاءالفضائيات الذين يصفقون لطهران وهي تسخر من حيدر العبادي، والثاني تقلبات الكتل السياسية التي كانت مرة تتهم أسامة النجيفي بالتآمر مع داعش، ومرة تشكر جهوده في دعم استقرار الكتلة الأكبر.
عندما توحدت ألمانيا، قبل نحو ربع قرن، كان الثمن ترليون دولار دفعتها بون، المدينة التي دمرتها الحرب، وقد اقتضى نهوض الألمان من ركام الموت والخراب وجود رجل دولة يدرك مسؤوليته تجاه شعبه، فوقع الاختيار على هلموت كول الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يجعل من المانيا، اقوى واغنى أقتصاد في أوربا.على أي حال، مثلما أنا أستذكر هلموت كول، فأنا أيضا معجب بنباهة بهاء الاعرجي، فأجمل ما فيه أنه خفيف القفز من مكان إلى آخر.