علي حسين
ما يميّزنا عن سائر شعوب العالم، أننا بلد لانحبّ المفاجآت، وإذا فوجئنا، بأمر غريب مثل اعتزال السيد إبراهيم الجعفري للعمل السياسي، نضحك ونطلق على هذه المفاجأة"كذبة نيسان"، والحمد لله أجهضت المفاجأة وأخبرنا الجعفري أنه باقِ ويتمدّد، مثله مثل العشرات الذين يعتقدون أنّ هذا الشعب عقيم لم ينجب سوى"لصقات جونسون"، أطلقنا على هؤلاء وصف"الخطوط الحمر"، ولايزال الاسم ساري المفعول حتى هذه اللحظة التي ينتظر فيها الشعب أن يحلّ أصحاب الفخامة"كيسهم"ليشكلوا الحكومة.
منذ أن أغلقت صناديق الانتخابات أو بتعبير آخر أحرقت أو ضاعت، والجميع يتحدثون عن حكومة عابرة للطوائف، وأبقوا لنا باب المفاجآت مفتوحاً، ففوجئنا، والحمد لله بعودة حسن السنيد الذي ضحّى بالشعر من أجل مصلحة الوطن!.
هل تتبّع مثلي أخبار بلاد الرافدين؟ هل شاهدت المحللين السياسيين وهم يقسمون بأغلظ الأيمان أنّ حيدر العبادي لن يعود إلى كرسي رئاسة الوزراء،لأنه أغضب طهران، هل استمعت إلى عزت الشابندر وهو يقول إنّ تشكيل الحكومة العراقية ملفٌ تتولّاه إيران، ومن يريد أن يحجز له مقعداً في المنطقة الخضراء عليه أن يرضي إيران أولاً، وثانياً، وثالثا؟ هل تعرفون سياسياً آخر يعيش على هذه الأرض، يتحدث بمثل هذه الثقة"الوطنية، من دون أن ينتبه أنه يهين البلد التي يتقاضى منها راتبا تقاعديا ويمارس فيها نهبه للمال العام والضحك على البسطاء.
كُتبَ في السياسة منذ عهد افلاطون وحتى ماركس مجلدات كثيرة،لا حاجة إلى تعدادها. لكن السياسة الآن مع تصريح الشابندر، مهنة الذين يرفعون شعار"إن لم تستحِ فافعل ما شئت".
ولأن هذه البلاد لاتزال تنتظر الفرج من دول الجوار، تعلمنا تجارب الشعوب أن المواطن هو الملك المتوّج في الديمقراطيات الحقيقية، وهاهي بريطانيا بجميع أحزابها لاتزال تطالب وزير الخارجية السابق بوريس جونسون بالاعتذار لانه أساء في مقال صحفي من النساء المنتقبات.فيما لعنة"بنعلا"لاتزال تلاحق الرئيس الفرنسي ماكرون، رغم اعتذاره للمتظاهر الذي ضربه رجل الحماية.وانتم تتابعون ما يجري في العالم، أتمنى عليكم أن تتذكروا الطائرات التي غارت على ناحية في البصرة لأنها طالبت بالخدمات، والشباب الذين قتلتهم القوات الامنية لانهم تظاهروا، وان تصدقوا مثلي ان الرئيس الفرنسي مصاب بالجنون لانه قَدم اعتذاره للشعب الفرنسي.