TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نستأذنكم بالاحتفال

العمود الثامن: نستأذنكم بالاحتفال

نشر في: 5 أغسطس, 2018: 12:00 ص

 علي حسين

أُعلن أنني صاحب هذا العمود الذي يحتفل اليوم مع زملائه بدخول العام السادس عشر لصحيفة المدى، أنني لم أكن أعرف الديمقراطية جيداً، ولا أفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت في العراق، ولهذا أصرّ كلّ يوم على أن أُصدّع رؤوس القرّاء بمقالات مغرضة عن الخراب والانتهازية السياسية وغياب العدالة الاجتماعية والرشوة والفساد، وأُحرّض المواطنين السعداء على حكومتهم التي حققت إنجازات تفوّقت بها على بلدان مثل اليابان وألمانيا وسنغافورة!
إذن أنا رجل أسعى لتحويل الحقّ إلى ضلالة، مثلما كتبت بالأمس عن الفكرة العظيمة بتحويل مدرسة الراهبات إلى مول، فهبّ جميع السادة”المولييون”بصرخة رجل واحد وهم يعلنون :”لن تتحول مدرسة الراهبات إلى مول حتى يراق على جوانبها الدم”مع الاعتذار لعمّنا”أبو الطيّب المتنبي”، وهكذا أثبت يوماً بعد آخر أنني شخص مندس ومتورط مع منظمات دولية تريد تشويه صورة العراق وتحريف الحقائق.
ثم إنني كلما يحاول ساستنا”الأفاضل”الاحتفال بمنجزاتهم العمرانية والسياسية، أحاول من جانبي أن أعكّر صفو الأجواء، فأذكّر الناس بجزيرة صغيرها اسمها سنغافورة،وبعجوز توفي عن 91 عاماً اسمه لي كوان، أو أُردّد شامتاً مقولات لفقير هندي اسمه غاندي، يقولون إنه هزم بريطانيا العظمى وهو جالس يغزل أمام بيته، ولم يتوجّه الى التلفزيون يوماً ليلقي خطاب الثلاثاء، أو أصرّعلى إعادة حكاية عامل الأحذية الذي حوّل البرازيل من دولة فقيرة إلى ثامن قوة اقتصادية في العالم.. طبعاً أنا لا أريد أن أؤمن أنّ إطعام الشعب خطب وشعارات وتوسيع الفقر والمقابر، أهم من ساسة قالوا لشعوبهم: لاوقت لدينا للكلام إنه عصر العمل والإنتاج.
والآن هل تستكثرون على ساستنا الأفاضل أن يشتموا الإعلام ويتهموه بالخيانة العظمى، وأنا الذي أريد تحويل الاحتفال بهذه المناسبة إلى عمود يسخر من منجزات التجربة العراقيّة الجديدة، لاعليكم سنحتفل بدخولنا العام السادس عشر، وننتظر العام السابع عشر، ونسعى إلى العام الخمسين،لأننا نؤمن أنّ هذه البلاد لايمكن لها أن تظلّ تحت رحمة مَن يعتقد أنّ الحكم ليس شراكة في الأحلام والنوايا الصادقة..سندخل العام السادس عشر ونحن نحاول أن نتجدد فى ظل ثورة اتصالات وانفجار وسائل التواصل الاجتماعى، وأن نسعى للحفاظ على مهنة الصحافة التي باتت مهددة فى حاضرها ومستقبلها. وأن نسهم بالقدر المستطاع في أن تبقى المدى المؤسسة والصحيفة منبر فكرٍ ورأىٍ وثقافةٍ فى وطن يستحقّ منّا أن نقدّم له الأفضل دوماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram