محمد حمدي
تستمر حالياً مع متابعات متواصلة من جماهيرنا الرياضية منافسات دورة الألعاب الآسيوية 18 التي افتتحت رسمياً في 18 من آب الجاري، وتستمر حتى الثاني من أيلول المقبل، في العاصمة جاكرتا ومدينة باليمبانج، بمشاركة واسعة لخمس وأربعين دولة آسيوية، أعدّت العدّة للظفر بأكبر قدر من الميداليات الملونة التي تؤكد تطوّرها واختزالها للمسافة الشاسعة مع بلدان شرق آسيا الكبرى الصين واليابان وكوريا الجنوبية، تضاف لها إيران وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق، مع أن لائحة الميداليات الأخيرة تشير الى عكس ذلك حتى قبل بدء فعاليات عروس الألعاب التي لا تبدو أنها ستغيّر من الخريطة الإنجازية بشيء سوى ارتفاع طفيف لبعض البلدان الخليجية.
في الشأن العراقي وفي ما يخص تواجدنا، حيث تشارك منتخباتنا في 12 فعالية هي: كرة السلة المصغرة (3 3 x ) وكرة اليد والتجذيف والجودو وألعاب القوى والقوس والسهم والكانوي والملاكمة ورفع الأثقال والجوجيتسو والكوراش والسامبو، فإن حظوظ نصف الفرق المشاركة حصلت على صفر حتى الآن، في ما تمكن البطل التأريخي صفاء راشد من نيل ميدالية ذهبية واحدة برفع الأثقال لوزن 85 كغم، قد يكون لها وقعها المؤثر في تحفيز الفرق المتبقية وأهمها الملاكمة وألعاب القوى لرفع غلّة مشاركتنا من الميداليات الملونة التي لن تبرر إخفاقاتها ذهبية راشد بكل تأكيد.
المتتبع لأحاديث مسؤولي الاتحادات الرياضية وكثرة تصريحاتهم الرنانة قبيل المشاركة وندرتها حالياً يستشفّ من أعذارهم صيغة واحدة يتشارك بها الجميع، وأولها ضعف الانفاق الحكومي على المعسكرات الخارجية والمشاركات أيضاً وبدرجة أقل المشاكل الإدارية للجنة الأولمبية في ما يتعلق بالملف الخاص بالانتخابات وغيرها من أمور تقاطعاتها مع المؤسسات الأخرى التي انعكست على الاتحادات أيضاً، كل هذه الأعذار حقيقية ولا غبار عليها، فمن يضع الانجاز الأولمبي نصب عينيه في أي فعالية قارية أو دولية أولمبية، لابد له أن يعدّ العدّة وفق برنامج متكامل لإعداد الرياضيين وتهيئتهم لسنوات طوال وليس لمشاركة آنية بشقّ الأنفس، ومع ذلك فإن القصور الكبير للاتحادات من الجانب الآخر يتحدّد في اهمال البطولات المحلية المتعدّدة التي نقرأها في منهاج الاتحاد السنوي ولا يتم تطبيق ربعها في أفضل الأحوال بسبب الإلغاء والتأجيل تحت ذرائع مختلفة.
من ذلك نرى أن عملية التحضير للإنجاز هي عملية مكتملة ترتبط بمفردات مهمة جداً لا يمكن تجزئتها أبداً، كما لا يمكن التوقف بعد المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية من دون مراجعة النتائج وتحليلها ودعم من يستحق الدعم بما قدمه والتوقف مطوّلاً أمام أسباب الإخفاقات للآخرين مع تمنياتنا أن يسجّل أبطال جدّد في بقية الألعاب نتائج مشرفة إسوة بالأثقال وتبتسم لهم جاكرتا في نهاية المطاف لمحو إخفاقات النصف الأول من البطولة.
وأخيراً.. شئتم أم أبيتم عن ذكر الحقيقة، لم تكن التحضيرات بمستوى العهود التي اطلقتها بعض الاتحادات لتحقيق نتائج جيدة تعيد قليلاً من الزمن الرياضي العراقي الى أيام التتويج والفرح على يد أبطال أشدّاء في جميع ضروب الرياضة، ناهيك عن انعدام الحرص كمبدأ قبيل كل مشاركة، وأصبحت مزايا السفر في مقدمة الطموحات التي يبحث عنها المسؤول ولا تهمّه النتيجة مهما كانت حتى لو احتل الرياضي المركز ما قبل الأخير، المهم أن الرحلة ممتعة والذكريات لا تنسى.. ولا عزاء لرياضة العراق!