TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: الفاسدون معلومون وليس مُهمّاً الكشف عن أسمائهم

شناشيل: الفاسدون معلومون وليس مُهمّاً الكشف عن أسمائهم

نشر في: 6 أغسطس, 2018: 12:00 ص

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

على طريقة سلفه وزعيم حزبه، نوري المالكي، يعمل رئيس الوزراء حيدر العبادي، وبخاصة في مجال إطلاق الوعود بإجراءات إصلاحية جذرية ومكافحة الفساد الإداري والمالي ومن ثم استخدام هذا في المساومات السياسية.
كان السيد المالكي يتحدث كثيراً بنبرة قوية عن ضرورة الإصلاح، ابتداءً من تعديل الدستور المليء بالالغام بحسب تعبيره، وانتهاءً بمكافحة الفساد، بيد أنّ شيئاً من هذا لم يتحقق على مدى ثماني سنوات أمضاها المالكي في إدارة الحكومة وقيادة القوات المسلحة، بل كانت تلك السنوات هي الأسوأ منذ 2003 حتى الآن، فالفساد الإداري والمالي على سبيل المثال اتسع نطاقه وتغلغلت جذوره عميقاً في كيان الدولة والمجتمع، وكان من نواتجه اختفاء مئات مليارات الدولارات من عوائد النفط، فضلاً عن تمكين تنظيم داعش من احتلال ثلث مساحة البلاد وتنظيم المجازر الكبرى، فالثابت الآن أنّ الفساد كان في أساس نجاح داعش باجتياح الموصل وسواها من المدن من دون قتال، بل بالتسليم يداً بيد.
وكان السيد المالكي يعلن دائماً أنّ بين يديه ملفات تتعلق بمسؤولين كبار فاسدين أو داعمين للإرهاب، وأنّ من شأن الكشف عنها أن ينقلب عاليها سافلها، وبعد ثماني سنوات ترك رئاسة الحكومة مرغماً من دون الكشف عن ملف واحد، والأرجح أنه استثمر تلك الملفات في المساومات من أجل الولاية الثانية ثم لإسقاط مشروع سحب الثقة، وأخيراً في سبيل تأمين الولاية الثالثة التي لم تتحقق.
الآن يبدو أنّ السيد العبادي يسير على الطريق ذاتها.. ظلّ يَعِدُ بالإصلاح ولم يُصلح الحال في مؤسسة واحدة من مؤسسات الدولة، وبقي يهدّد الفاسدين ولم يحصل أنْ قال لفاسد كبير "على عينك حاجب"! وها قد وعد أخيراً بالكشف عن أسماء 50 مسؤولاً كبيراً متورطين بالفساد، ولم يزل ممتنعاً عن الكشف. ومقدَّماً يمكن التوقّع بأنّ المسؤولين الخمسين هم ممّن جرى تداول أسمائهم على مدى السنوات المنصرمة، فالفاسدون، وبخاصة كبارهم، معروفون للقاصي والداني من العراقيين، وملفات هيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية وسواهما ملأى بالأسماء التي حصل البعض منها على البراءة بموجب قانون العفو العام الذي انتهى أيضاً إلى إطلاق سراح العديد من الإرهابيين الخطرين، فالقانون كان حاصل جمع إرادتين لأحزاب شيعية وأخرى سنّية بـ "العفو" عن فاسدي الأحزاب الأولى وإرهابيي الأحزاب الثانية.
العراقيون، كما أفصحت عنه الحركة الاحتجاجية الحالية وسابقاتها، ليسوا مهتمين بالكشف عن أسماء الفاسدين المعروفين.. مطلبهم تقديم الفاسدين جميعاً إلى القضاء واسترداد أموال الشعب التي سرقوها.
بقرينة ما حصل على مدى السنوات العجاف الماضية، ليس من المستبعد أن يستخدم السيد العبادي ملفات الفساد في إطار المساومات الخاصة بمسعاه للولاية الثانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram