علي حسين
أبلعنا السيد بهاء الأعرجي أن الأميركان الذين كان يشتم بهم صباح مساء ويطالب بطردهم من العراق، أناس"واقعيون جداً"لأنهم قرروا أن يدعموا فالح الفياض للحصول على منصب رئيس الوزراء، وشرح لنا الاعرجي"مشكوراً"أن السفير الاميركي في بداية هذا الشهر اجتمع بالسيد فالح الفياض وقال له"أنت رئيس وزراء وروح رتب وضعك واحنه بظهرك"أين هي الديمقراطية واستقلالية القرار العراقي والسيادة التي حوّلها نوري المالكي الى أنشودة يومية
في حلبة الضحك على عقول البسطاء عن الحكومة الي ستقفز بـ"الزانه"عبر الطوائف، يتسلّى بهاء الأعرجي بالظهور في الفضائيات ليرسم لنا المستقبل الزاهر الذي ينتظرنا، في الوقت الذي تصرّ فيه جميع القوى السياسية المضي في طريقها الساعي إلى شطب الاستقرار والازدهار والتنمية من قاموس الحياة العراقية، مطمئنّين أن لا أحد يحاسبهم، فالجميع يتسابق على الحصول على أكبر قطعة من الكيكة، ولا فرق أن يجلس محمد الحلبوسي على كرسي رئاسة البرلمان أو أن يستبدل بـ محمد تميم، ما دام الهدف النهائي إرضاء القوى السياسية، أما رضا الشعب فهذا أمر صعب المنال..ربما يتحقق بعد عشر او عشرين عاما، لِمَ العجلة إذن وفؤاد معصوم لايزال يطمح في ولاية ثانية لتحقيق أعلى نسب الازدهار التي هلت بشائرها بعد أن أصرّ مسؤولونا الاشاوس ان تبقى العاصمة بغداد في قائمة المدن الأسوأ من حيث المعيشة والرفاهية الاجتماعية.
ولأنّ السادة الساعين لتشكيل الكتلة الاكبر يعتقدون أننا شعب من الأميين لا نقرأ ولا نكتب، وأنهم مطمئنون لغياب الكهرباء المزمن عن بيوتنا مما يجعلنا بعيدين عن خطبهم وتحليلاتهم، ولأن شيطان المرحوم ميكافيللي الذي يختبئ في عقول معظم مسؤولينا يدفعهم للمراوغة والإنكار وعدم الثبات على الرأي، فقد صحونا أول من أمس على تصريح من النوع الثقيل بطلته هذه المرة"اللبوة"حنان الفتلاوي التي غرّدت على تويتر بأريحية"إن الامور تتسارع والكتلة الأكبر قاب قوسين".
ولأن البعض يريد لنا ان نعيش معه تاريخاً جديداً من الخداع والزيف، فلا يهم ان تُسمى مجزرة شباط الاسود ثورة شعبية.. هكذا يريد رجل الدين جواد الخالصي أن يكتب تاريخ العراق، أما الضحايا والاجساد التي تمزقت في السجون، والنساء اللواتي اغتصبن، ألامر لايعني السيد الخالصي لانه يكره عبد الكريم قاسم الذي أصر أن يمنع الخالصي وربعه الأستمتاع بـ"عصر الجواري".