TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فرع دولة القانون أم فرع النصر!!

العمود الثامن: فرع دولة القانون أم فرع النصر!!

نشر في: 28 أغسطس, 2018: 09:17 م

 علي حسين

يطرح السيد علي العلّاق نفسه في الفضائيات باعتباره"فتّاح فال"العملية السياسية، وهو في كل قراءة لكفّ العراقيين لايجد غير عبارة واحدة :"رئاسة الوزراء ستظل لحزب الدعوة"، وقبلها كان يقرأ لنا البخت ويقول إن رئاسة الوزراء لن تذهب بعيداً عن السيد نوري المالكي، وعندما استيقظنا ذات يوم وجدنا العلاق يقف الى جانب حيدر العبادي ويشير مبتسماً : "هذا هو قدركم القادم"!!وفي كل مرة لاينسى العلاق أن يخبرنا أنّ هذه المعركة لن تنتهي إلا بطريقين لا ثالث لهما: إما حزب الدعوة فرع دولة القانون وإما حزب الدعوة فرع النصر.
لا أدري ألم تتعب أحزابنا "الموقرة" من الشعارات والكلمات المتقاطعة مثل الإصلاح والتغيير؟ أيها السادة اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحاً ساذجاً لا تعقيد فيه ولا شعارات، لماذا لاتنسوا مصطلحات الشفافية والديمقراطية والاستحقاق الانتخابي، وتعالوا نقبل بما يتنبّأ به العرّاف علي العلاق الذي ما إن تسأله لماذا تريدون الاستئثار بالسلطة الى أبد الآبدين؟ يقول لك وكله إيمان وحماسة وانفعال أيضا: ألم تر المنجزات التي حققها حزب الدعوة منذ عام 2006 وحتى هذه الساعة؟!
أعتقد أن أحاديث العلاق ستصبح وثيقة على زمن أغبر انتشرت فيه الانتهازية والخرافة والجهل، وغاب فيه رجال المحبة والسماحة والصدق.
قبل 44 عاماً يبعث الراحل نيلسون مانديلا رسالة من زنزانته، يعزي فيها أسرة أحد أصدقائه، يكتب في الرسالة الموجهة الى ابنة الصديق :"يقال إن الإيمان مثل شجرة سنديان، ينمو بشكل مطرد، وحين يصبح متجذراً يدوم لقرون. لعلّ ثروتي الوحيدة في الحياة هي أنّ لي أملاً بأنّ الظلم لن يدوم طويلا".
قبل وفاته أجرت معه مجلة التايم حديثا عن أهم دروسه في القيادة، قال فيه :"لا يوجد فى السياسة إما- أو.. فالحياة أعقد من أن تأخذ حلاً واحداً، فلا شيء اسمه الحل الوحيد، بل خليط من الحلول تصنع معا حلا صحيحاً"
ياسادة القضية لاتحتاج إلى بيانات وشعارات ومزايدات فقط لو تتركون إدارة البلاد لأناس أكفاء يستطيعون أن يرسموا البسمة والثقة على وجوه الناس. وكل ذلك لا يحتاج الى فتاح فال مثل العلاق. يحتاج فقط الى صدق في مواجهة النفس وفي الاعتراف بالفشل وفي الاقتناع بأنه لا يمكن لهذه الوجوه أن تبني وطناً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram