TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أفلام الخداع

العمود الثامن: أفلام الخداع

نشر في: 8 أغسطس, 2018: 12:00 ص

 علي حسين

في واحدة من حلقات المسلسل الضاحك"حمّام الهنا"يظهر غوّار الطوشي وهو يخبر أحد زبائن الحمّام أنّ جناب المختار قال لسكان الحارة إنّ اللصوص يخافون الاقتراب من الحارة، لكنّ المواطن المسكين ما إن سمع هذه الكلمات حتى مات من الضحك.
بالأمس وأنا أقرأ بيان الناطق الإعلامي لمجلس الوزراء الذي يخبرنا أنّ"معاليه"صادق على إحالة عدد من الوزراء السابقين مع مسؤولين كبار الى النزاهة، على خلفية فساد في عقود مدارس متلكئة في عدة محافظات، لم اضحك ولكني تذكرت كيف أنّ أفلام الخيال تحقّق أكثر المشاهدات، والبعض يعزو السبب لأنّ الإنسان يشعر بمتعة كبيرة عندما تكذب عليه.
المشكلة الكبرى في هذه البلاد أنّ الجميع يشعر بالمتعة وهو يطلق بالونات الكذب، وفي الدول العاديّة يكون القضاء سيفاً قاطعاً لمحاربة اللصوص. أما في بلاد"ماجد النصراوي"فأكثر ما يخشاه مسؤول سرق مئات الملايين من الدولارات أن تُسحب يده، أما المحاكمة والسجن والغرامة وإعادة ما نهب، فهذه أصبحت من الكماليّات!
في عام 2015 أخبرنا العبادي أنّ الحرب على الفساد بدأت ولن تتوقف حتى سقوط آخر قلعة من قلاع الفساد، ولأنّ جنابي يطلق عليه لقب مواطن صالح، فقد كنت أستمع لخطب العبادي وأسال هل في العام القادم سيحين قطف رؤوس الفساد؟ ومرت الأيام ودارت الأيام مابين حسين الشهرستاني الذي لايزال ينام آمناً مطمئنّاً، وخضير الخزاعي الذي يتمتع بأموال المدارس الحديدية، ومئات غيرهم برعوا بممارسة النهب المنظّم بالعلن.
وقبل أن تسأل عزيزي القارئ لماذا لا تفرح وتصفق لبيان رئاسة الوزراء، أطمئنك أنّ شعارات الحرب على الفساد هي مجرّد افلام خيال هدفها"تزويق"لمرحلة فاسدة برمّتها، ما كان لها أن تتأسّس، لولا أفضال الفساد عليها.
لعلّ الملاحظة الأساسية في بيان الناطق الاعلامي لمجلس الوزراء، هي متى تُعلَن الحقائق على العراقيين،، حتى يعرفوا جيداً مَن السارق، وكيف تتمّ السرقات.. ومن يقف وراءها.. فجميل أن يذكرنا البعض ولو في الوقت الضائع ان هناك هيئة للنزاهة، ولكنّ الأجمل ألّا يتمّ إخراج فيلم فساد المدارس الحكومية بنفس الطريقة التي تمّ فيها إخراج مسلسل مليارات الكهرباء، وقبلها تمثيلية صفقة الأسلحة الروسيّة، وأموال الموازنات التي تجاوزت الترليون دولار ومع هذا لانزال نستجدي الكهرباء والغاز والطماطة من دول الجوار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram