علاء المفرجي
جاء إلى بغداد في عمر الـ 15، بعد أن كان يسكن الناصرية / مدينة الشطرة حيث ولد هناك فهو من مواليد 1985، عاش في هذه المدينة الصاخبة بإنفعالاتها وصراعاتها، ودرس السينما في جامعة بغداد أكاديمية الفنون الجميلة ليتخرج منها عام 2009 – 2010 ، ويُقدم أول فيلم سينمائي قصير له بعد تخرجه بعنوان " عيد ميلاد ".
فيلمه الجديد " شارع حيفا" الذي أنهى تحضيره للعرض وتدور أحداثه حول ما شهده هذا الشارع العراقي من أحداث دموية وحروب أهلية ومآسٍ في عام 2006، فالقصة تتحدث عن قناص يتربص بالمارة في أعلى عمارة في شارع حيفا يقتل شاباً جاء في ذلك اليوم لاعلانه الرغبة بالارتباط بإمرأة تسكن في بيت مقابل لتلك العمارة ومن هنا تنطلق أحداث الفيلم .
لم يعمل حيال على ثيمة واحدة في شخصية أبطاله، فخلق ضمن الشخصية الواحدة عدة صراعات بين الخير والشر لينقل من خلال ذلك روحية الفرد البشري بتداعياتها وبصورتها الحقيقية المختزلة للواقع والمنتمية إليه...
فيلم "شارع حيفا" هو التجربة الأصعب في واقعنا السينمائي العراقي، كان من الجرأة أن يخوض المخرج هذه التجربة والتي تحدث عن دعمها قائلاً: " دعم التجربة كان من خلال الاتفاق مع بعض المهرجانات، اضافة إلى دعمي الذاتي لعملي، حيث دُعم الفيلم كسيناريو أولاً لنبدأ العمل عليه وها نحن انهيناه متأملين أن يتم عرضه هذا العام وإن لم يُحالفنا الحظ هذا العام فبالتأكيد سنعرضه العام المقبل، فالعرض يعتمد على المهرجانات الداعمة للفيلم حيث يتوجب علينا ان نعرضه أولاً خلال تلك المهرجانات وبالطبع سأقوم فيما بعد بالعمل على عرضه في السينمات العراقية."
ممثلو العمل أغلبهم من الوجوه الجديدة، كما يذكر مهند حيال، إضافة الى بعض الممثلين المعروفين، وهم : "الفنان علي ثامر وهو كاتب ومخرج يعمل لأول مرة في مجال التمثيل في هذا الفيلم، الفنانة رضاب أحمد وهي طالبة معهد فنون قسم مسرح وتعمل لأول مرة في مجال السينما، الفنان وسام عدنان ممثل شاب معروف في مجال عمله السينمائي ، الفنان علي الكرخي، والفنان أسعد عبد المجيد أيضاً من الممثلين المعروفين العراقيين، و الفنانة يمنى مروان واحدة من أهم الممثلات في هذا الفيلم لأن دورها صعب وجريء وهي ممثلة لبنانية جاءت الى العراق وبقيت ما يقارب شهراً كاملاً لغرض تصوير الفيلم"
ويضيف: استغرقت مدة تصوير الفيلم 35 يوماً توزعت هذه الأيام على مدى سنة كاملة حيث تم تصوير 60% من الفيلم وتوقف الكادر بعدها لإنهاء العمل على المشاهد، والحصول على تصريحات أمنية للتصوير، إضافة الى اعاقات الدعم المادي التي أدت أحياناً الى توقف تصوير الفيلم، يذكر حيال إن " الحصول على تصريحات أمنية لقطع شارع حيفا من أجل تصوير الفيلم ذلك إننا ننقل صورة عن عام 2006 حيث كان الشارع لا يدخله أحد لخطورته، فكان علينا أن نقطع مرور السيارات لهذا الشارع لنحصل على الصورة الحقيقية عن الفترة الزمنية التي نصور فيها العمل، إضافة الى إننا اضطررنا للعمل على الصوت لأكثر من مرة بسبب بعض المشكلات الصوتية التي واجهت الفيلم، وبهذا توزعت أيام تصوير الفيلم الـ35 على عام كامل، إضافة الى ما واجهناه من سوء بالدعم المادي فنحن نعمل بلا دعم ولا نمتلك سوى دعماً بسيطاً ذاتياً."
يُذكر أن مهنّد حيال كتب "شارع حيفا" في الـ30 من عمره، وأنهى تنفيذه في الـ33. يقول إنه تمكّن عبره من نقل أفكاره وإحساسه وحياة المدينة التي عاش فيها بين عامي 1985 و2016، وأنه عالجها بفضل تجربته مختارًا هاتين الفترتين الزمنيتين: "ربما لن يُشكِّل "شارع حيفا" نقلةً للأفلام السينمائية العراقية الطويلة، رغم أني أتمنّى أن يفعل هذا. لكنّي أنجزته بوفائي للأشياء، وبأسلوب طرحي للواقع. صدقي يجعله عملاً يُشبهنا، ويشبه المدينة وواقعها".