اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: زاوية منفرجة

السطور الأخيرة: زاوية منفرجة

نشر في: 9 أغسطس, 2018: 12:00 ص

 سلام خياط

هرباً من سوداوية الأحداث في بلدي والمنطقة، أقرأ في كتاب عن (جان جاك روسو) الذي تعد كتبه لاسيما (العقد الاجتماعي) و (أميل) و(الاعترافات) من جملة نفائس ما كتب في الفكر الإنساني الحر.
……….
روسو الذي لم ينصفه عصره.. عاش حالات من القهر والظلم والهزائم، متوحداً، مغلوباً، ولا عجب، فإن معظم العمالقة المبدعين، المؤثرين في الفكر الإنساني، عانوا ما عانوه بهذه الدرجة أو تلك. وليس غريباً أن يكون كتابه (العقد الاجتماعي) طفرة فكرية، وحجر زاوية، بما اشتمل عليه من أفكار وتصورات يعتقد - يقيناً - أنها ساهمت بإشعال فتيل الثورة الفرنسية.
……………….
ينحدر (روسو) من عائلة فرنسية الأصل، بروتستانية المذهب، حطّت رحالها في جنيف، منتصف القرن السادس عشر، ولد (روسو) في جنيف عام (١٧١٢) وكأنه كان على موعد مع المصائب، فلم يمض أسبوع على ولادته، حتى خطف الموت والدته، ويصف روسو نفسه في كتابه (الاعترافات): لقد ولدت ضعيفاً ومريضاً، وقد دفعت والدتي حياتها ثمناً لولادتي، كانت ولادتي أولى مصائبي!!
بعد تورط والده في مشاجرة عنيفة، إضطر للهرب من جنيف خوفاً من ملاحقة العدالة، وعهد بابنه روسو - الذي كان في الثامنة من العمر الى خاله.. بعد ذاك اشتغل مساعداً لكاتب قضائي، لكنه طرد من الوظيفة بسبب إهماله العمل، ثم انخرط في عمل لدى أحد المصورين..
وهناك - كما يذكر في كتابه الاعترافات - أصبحت شخصاً لا ضابط لسلوكه: كاذباً ولصاً -
بعدها، ترك العمل لتبدأ مرحلة التنقل، فمن باريس إلى إيطاليا الى ليون، وهناك تعرف على الآنسة (تيريزا، وعاش معها بقية عمره، صديقاً ثم زوجاً، والتي أنجبت له خمسة أولاد أودعهم جميعاً في دار الأيتام لعجزه عن إعالتهم!
بالرغم من أن مؤلفاته الشهيرة قد لاقت الإقبال الشديد، فإن كتابيه (العقد الاجتماعي وأميل)
قد جلبا له النقمة والسخط، فقد حكم البرلمان الباريسي بحرق الكتابين وسجن مؤلفهما، مما اضطره الى الهرب الى سويسرا، التي كانت بدورها قد أصدرت حكماً مماثلاً، فغادرها لاجئاً الى إنكلترا، عند بلوغه الستين من العمر ازداد بؤسه وفقره وانصرف الناس عنه، وقد تعرض لأزمة قلبية حادة أدت لوفاته، فدفن في مقبرة قريبة، ولكن حينما حققت الثورة الفرنسية ظفرها، تم نقل رفات روسو باحتفال مهيب الى مبنى (البانثيون) وهو مثوى عظماء فرنسا.
* معلومات المتن مستلة من مجلة ثقافات لـ(علي أسعد وطفة).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram