TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: محبوب الجماهير!!

العمود الثامن: محبوب الجماهير!!

نشر في: 1 سبتمبر, 2018: 09:36 م

 علي حسين

منذ أن خرج علينا خضير الخزاعي ليعلن بصوت عالٍ" : إنه لا يسعى للمنصب لكنه تكليف شرعي وعليه تنفيذه"، ومسؤولينا الأكارم يعتقدون إن المناصب هبة سماوية وليست وظيفة يحاسب عليها المسؤول عندما يقصر، بالأمس أعاد لنا السيد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني هذه الإسطوانة وهو يعلق على قرار إعفائه من مناصبه قائلا إن :"كل المناصب التي أخذتها لاقيمة لها، كلها بدرجة وزير"، والرجل مشكوراً لم يفتّه أن يطمئن الشعب العراقي الذي خرج يهتف بالساحات باسمه بأنه باق في منصبه ولا يهمه ما يقرر العبادي، فهو جاء للمنصب بحسب معتقداته وفهمه الديني، وليس بحسب أوامر تصدر من الحكومة التي يعمل فيها، ولهذا كان لابد أن تصدر بيانات تحذر الشعب من التخلي عن الفياض ل، أن غيابه عن الساحة سيُعيد الفوضى الأمنية، وسيُضعف العراق.
عزيزي القارئ وأنتَ تستمع لحديث الفياض أتمنى عليك أن تُنعش ذاكرتك بأن عشرات المسؤولين قالوا لنا إنهم لايطمحون إلى المناصب،، منهم من لم يستطع تحمل مساءلته عن دوره في الخراب فأخبرنا مثل السيد بهاء الاعرجي إن المناصب تحت"قندرته".
ظل السيد"المكلف شرعا"هو النموذج السائد في مؤسسات الدولة، وهو تعبير حقيقي عن الحالة السياسية، ولهذا وجدنا ألف ألف من"مكلف شرعي"في مجالات عديدة وليس فقط في السياسة، ولم نكن نحتاج مجهوداً كبيراً حتى نجدهم في كل مكان، فقد طفحت شاشات الفضائيات طوال السنوات الماضية بعدد لا بأس به من هذه النماذج التي تظهر كلما احتدم الصراع على المناصب والمكاسب، لتجدهم يقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاقتراب من قلاعهم الحصينة.
في كل دول العالم يسبق المسؤول، مستشاروه. فيما المسؤول العراقي يصل من"الحزب والعشيرة"وهو يدّعي ختمه لعلوم الأرض والسماء. ويعتقد إن التفويض الذي منحته له الناس في صناديق الاقتراع، يسمح له أن يتجاهل معايير الكفاءة، وأن يكون الانتماء الحزبي وحده هو معيار اختيار رجال الدولة، فنجده يختار المنتمي لحزبه أولاً، ثم المنتمي لعشيرته، ثم المنتمي إلى الأحزاب المؤيدة له، وهو ما حذّر منه مهاتير محمد باني ماليزيا الحديثة حين قال:"قد لا تنتج الانتخابات وصول أفضل المرشحين إلى السلطة،، فنرى كيف يطلق حزب حملته من أجل أن تُدلي الناس بأصواتها لمن ليس لديه القدرة على القيادة، ولكن لمن هم محتالون بدرجة تكفي لخداع الناس."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram