اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: بعد قنابل المولوتوف الدعوة لحكومة إنقاذ في البصرة

قناطر: بعد قنابل المولوتوف الدعوة لحكومة إنقاذ في البصرة

نشر في: 2 سبتمبر, 2018: 07:39 م

 طالب عبد العزيز

الفساد الذي استشرى وصمت القضاء حياله وتراكم الخراب الذي أسّست له الحكومات المحلية في البصرة، أغلق الطرق أمام الحلول الآنية، التي تطالب بها الجماهير الغاضبة، المطالبة بحقوقها في الماء والخدمات، وما حدث ليلة أمس من حرق المبنى الحكومي في المدينة كان نتيجة طبيعية لتغافل حكومتي بغداد والبصرة عن تأمين أبسط متطلبات الحياة. يقول أحد المسؤولين المحليين بأنهم في المجلس لم يكونوا يعلموا بأزمة الماء التي عصفت بالبصرة. فيما تكون سنوات تسع، بليالها ونهاراتها قد مرّت على أول لسان ملحي يندلع في شط العرب.
عجزت الحكومة عن الاستجابة، ولم تستطع تأمين الحلول السريعة فيما مضت ثلاثة أشهر على دخول الماء المالح بيوت البصريين، منصباً من حنفيات الحمامات والمطابخ وصنابير الحدائق، وازداد تأثيره حين تسبّب بأمراض عديدة وإصابات بين السكان، قللت من شأنها وزيرة الصحة مثلما قلل فريق الإنقاذ الذي شكّله مجلس الوزراء من الأزمة، وغادر المدينة قافلاً، لا يملك حلاً، وكانت كرة ثلج الغضب البصري لن تكبر أكثر من حجمها الذي أفصحت عنه في تظاهرات ساحة عبد الكريم قاسم، التي لا تبعد عن مبنى المحافظة سوى بضعة أمتار، المبنى الذي صار غرضاً لقناني المولوتوف التي تناوب على رميها الشباب اليائس.
كانت نداءات المثقفين أكثر أهمية من خطب الجُمُعات الكربلائية، التي باتت محل تندر الشارع، لكنَّ الكتل الإسلامية التي تمسك بمقبض السلطة لا تسمع لأحد، وحين كانت النداءات تلك ترسم الخطوط الآمنة للاستمرار قوبلت بالرفض والسخرية. هناك اعتقاد لديهم بأن البندقية لن تخرج بين أبناء الطائفة الواحدة، أو أنها ستصمد طويلاً أمام الغضب والرفض الشعبيين، فيما وجدنا بين الجنود والشرطة، ضباطاً ومراتب، الكثير ممن تعاطف مع الغضب، وانحاز الى الأذرع الصادقة التي تطالب بالتغيير، والتي تجد في استمرار هؤلاء الحكام استمراراً للموت، ومع يقيننا بأن الحرق والرصاص ممارستان متصلتان بالسلوك الجمعي، الذي أنتجته السياسة التي عطّلت القانون واستباحت القضاء، في مرحلة السنوات الـ 15 الماضية من حكم الإسلاميين، بعد التعسكروالتخندق الطائفيين، اللذين شابا الحياة في وسط وجنوب العراق، جراء سحب الناس الى منطقة الاحتراب، فيما كان تجنبها ممكناً، لو أعمل العقل فيها.
إذا كانت الحكومتان الاتحادية والمحلية عاجزتين عن احتواء الأزمة في البصرة، وكانت الجماهير لا تردع بالرصاص والغاز المسيل للدموع، ولن تتخلى عن غضبها أمام ذلك، لذا يتوجب على الفريقين الركون الى طرف ثالث، ألا وهو تأسيس حكومة إنقاذ قوية، من الشخصيات المعروفة بقدرتها في الإخلاص والأمانة، شريطة أن تمنح صلاحيات رئيس الوزراء في التنفيذ، دونما الرجوع الى موافقات إدارية عقيمة، حكومة يشرف على أدائها فريق فني وقضائي من أبناء المحافظة، تتولى مهمة إقناع الجماهير بوجوب التهدئة والصبر، ذلك لأن التعاقد مع الشركات الأجنبية يستوجب تحقيق القدر الكافي من استتباب الأمن. فلا إعمار ولا دخول لشركات كبيرة تعمل في الماء والكهرباء والمجاري دونما وجود فريق أمني قادر على لجم جماح الخارجين. والبصرة تملك من المخلصين في الرجال ما يجنبها الدم والقهر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram