علي حسين
كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن التهديد"النووي"الذي أعلنته النائبة السابقة عواطف النعمة وهي تقول من داخل عاصمتها بلادها ايران :"إن البحر الأحمر لم يعد آمناً لأمريكا".
في واحدةٍ من قصص صاحبة نوبل الكندية أليس مونرو، بعنوان"على من نضحك"، تهديها إلى إحدى جاراتها، التي كانت بحسب قول مونرو تثق كثيراً بالأخبار وبالخطب المنمقة. القصة برغم موضوعها الجاد إلا أنها تناقش موضوعة"على من نضحك". عندما انتهيت من قراءة تصريح السيدة النعمة تساءلت مع نفسي ترى على من يضحك ساستنا هذه الأيام؟
أما المواطن فالشيء الوحيد المسموح له، هو أن يضحك على حاله. جنابي سيترك الضحك، ليحدثكم عن العراق وليس كندا حيث تدور منذ أيام تكهنات حول من يفوز بجائزة كرسي رئاسة الوزراء، ولهذا كان لا بدّ أن يخرج الزعيم الشاب هيثم الجبوري يعلن أنّ الكتلة الأكبر تشكلت، وأن دولة القانون عائدة بقوة، وأنه سيعود يصول ويجول في البرلمان مهدداً ومتوعداً ومبتزّاً، وكان أول الغيث أنه قال كلاماً رديئاً في حقّ خبير نفطي هو المهندس حمزة الجواهري، كانت جريمته محاولته أن يصحح معلومات"التكنوقراط"هيثم الجبوري الذي يصرّ على أن فترة حكم المالكي كانت الأزهى والأكثر ازدهاراً، وعندما يعترض خبير مثل حمزة الجواهري على هذا الكلام الساذج، لابد أن يشتم ويهدّد بـ"كسر الراس".
إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ"جنابي"يهدف إلى السخرية من قادة البلاد، فالديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجاً، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة العراقية في السرّاء والضرّاء.
إحدى الذرائع التي دَفعت المعارضة العراقية لمهاجمة صدام والطلب من أميركا التدخل لإنقاذ البلاد كانت حكومة الحزب الواحد وأهل الثقة،. لا حزب واحد اليوم بل أحزاب من الأقارب تنشر قيم المحسوبية والانتهازية،. هل هناك ما هو أقسى؟ نعم إنّ الفحش السياسي حين يعود بعض من فشلوا وأفسدوا إلى الواجهة بعناوين ومناصب، وإذا كنتم لا تصدّقون أتمنّى عليكم متابعة اجتماعات الكتل السياسية وما يجري في الغرف السرية.