علي حسين
منذ أن اختفى"الببغاء"محمود الحسن، لم نعثر على مشهد كوميدي يريح النفس، حتى ظهر أمس محمد الكربولي، وهو يطالب الأمم المتحدة بالتدخل، بعد أن خسر مقعده البرلماني، ليعلن أنّ مجلس المفوضين تعامل بطائفيّة معه حين منح مقعده إلى عادل المحلاوي، وقد ضحكتُ طويلاً حين اكتشفت أنّ المحلاوي ينتمي إلى نفس قائمة الكربولي، هل تريدون موقفاً كوميدياً آخر؟ هذه المرّة بطله وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري الذي خرج علينا يُدين موقف الحكومة العراقية من إيران، ويحذر العبادي من اللعب بالنار..ليس ثمّة تفسير معقول لهذه الوضعية التي تظهر عليها تصريحات الساسة العراقيين، وهي تحاول الاندماج في الأدوار الكوميدية.، إلّا أنّ المثير هو الأدوار التي تخرج عن الخط الكوميدي لتذهب باتجاه المأساة، وكان بطلها هذه المرة كما في كل مرّة السيد جلال الدين الصغير الذي يطالب العراق بأن يدفع ترليون دولار و100 مليار للجارة إيران عن سنوات الحرب الثماني، والمشكلة أنّ السيد الصغير وهو يذرع بالترليونات فاته أنّ هذا"الترليون"مفردة جديدة دخلت على العراقين بعد عام 2003 عندما نهبت الأحزاب الحاكمة ترليون دولار من موازنات العراق وحوّلتها إلى جيوبها الخاصة.
يعلم النائحون والنائحات جيداً، أنّ الشعب العراقي لم يكن هو صاحب قرار الحرب، مثلما لم يكن الشعب الإيراني هو المسؤول عما جرى خلال السنوات الثماني، وأنها كانت لعبة يقودها الساسة من أجل مصالحهم وبرعاية أميركا نفسها. لذلك، يبقى مثيراً للدهشة الاستغراق في ألعاب الخيانة، لخطف موضوع العقوبات الأميركية على إيران إلى منطقة يتحوّل فيها السياسي العراقي المعارض أيام التسعينيات من مُرحِّب بالعقوبات الأميركية ضد العراق آنذاك ويوزّع الحلوى في شوارع سوريا ولندن وطهران، إلى مولول وباكٍ وهو يسمع بالعقوبات التي أقرّتها أميركا ضد إيران.
المؤسف، دائماً، أنّ البعض ينسى، أو يجهل، في خضمّ الحماسة لهذا الحزب أو الدفاع عن هذه الطائفة أو الولاء لهذا الزعيم، مصير بلد بأكمله عانى ويعاني من"هلوسات"السياسيين، بعض المعلّقين سيظنّون أنني من المرحّبين بالعقوبات الاميركية، لا ياسادة انا فقط اريد ان أسأل : منذ متى لم نسمع صوتاً لسياسي أو مسؤول حزبي يُندّد بما يجري من انتهاك لآدميّة العراقي، منذ متى لم نشاهد صورة لسياسيّ عراقيّ يدافع عن حق المواطن العراقي بالعيش بكرامة ورفاهية.؟