اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قصف العراق في أوقات الفراغ

العمود الثامن: قصف العراق في أوقات الفراغ

نشر في: 12 أغسطس, 2018: 12:00 ص

 علي حسين

منذ أن اختفى"الببغاء"محمود الحسن، لم نعثر على مشهد كوميدي يريح النفس، حتى ظهر أمس محمد الكربولي، وهو يطالب الأمم المتحدة بالتدخل، بعد أن خسر مقعده البرلماني، ليعلن أنّ مجلس المفوضين تعامل بطائفيّة معه حين منح مقعده إلى عادل المحلاوي، وقد ضحكتُ طويلاً حين اكتشفت أنّ المحلاوي ينتمي إلى نفس قائمة الكربولي، هل تريدون موقفاً كوميدياً آخر؟ هذه المرّة بطله وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري الذي خرج علينا يُدين موقف الحكومة العراقية من إيران، ويحذر العبادي من اللعب بالنار..ليس ثمّة تفسير معقول لهذه الوضعية التي تظهر عليها تصريحات الساسة العراقيين، وهي تحاول الاندماج في الأدوار الكوميدية.، إلّا أنّ المثير هو الأدوار التي تخرج عن الخط الكوميدي لتذهب باتجاه المأساة، وكان بطلها هذه المرة كما في كل مرّة السيد جلال الدين الصغير الذي يطالب العراق بأن يدفع ترليون دولار و100 مليار للجارة إيران عن سنوات الحرب الثماني، والمشكلة أنّ السيد الصغير وهو يذرع بالترليونات فاته أنّ هذا"الترليون"مفردة جديدة دخلت على العراقين بعد عام 2003 عندما نهبت الأحزاب الحاكمة ترليون دولار من موازنات العراق وحوّلتها إلى جيوبها الخاصة.
يعلم النائحون والنائحات جيداً، أنّ الشعب العراقي لم يكن هو صاحب قرار الحرب، مثلما لم يكن الشعب الإيراني هو المسؤول عما جرى خلال السنوات الثماني، وأنها كانت لعبة يقودها الساسة من أجل مصالحهم وبرعاية أميركا نفسها. لذلك، يبقى مثيراً للدهشة الاستغراق في ألعاب الخيانة، لخطف موضوع العقوبات الأميركية على إيران إلى منطقة يتحوّل فيها السياسي العراقي المعارض أيام التسعينيات من مُرحِّب بالعقوبات الأميركية ضد العراق آنذاك ويوزّع الحلوى في شوارع سوريا ولندن وطهران، إلى مولول وباكٍ وهو يسمع بالعقوبات التي أقرّتها أميركا ضد إيران.
المؤسف، دائماً، أنّ البعض ينسى، أو يجهل، في خضمّ الحماسة لهذا الحزب أو الدفاع عن هذه الطائفة أو الولاء لهذا الزعيم، مصير بلد بأكمله عانى ويعاني من"هلوسات"السياسيين، بعض المعلّقين سيظنّون أنني من المرحّبين بالعقوبات الاميركية، لا ياسادة انا فقط اريد ان أسأل : منذ متى لم نسمع صوتاً لسياسي أو مسؤول حزبي يُندّد بما يجري من انتهاك لآدميّة العراقي، منذ متى لم نشاهد صورة لسياسيّ عراقيّ يدافع عن حق المواطن العراقي بالعيش بكرامة ورفاهية.؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram