اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: رؤوس بحجم الكرة الأرضيّة..!

شناشيل: رؤوس بحجم الكرة الأرضيّة..!

نشر في: 12 أغسطس, 2018: 12:00 ص

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

يحتاج الواحد منّا إلى رأس بحجم الكرة الارضيّة كيما يستوعب ويفهم ما صار ودار منذ 19 أيار الماضي حتى 9 آب الجاري.
في 19 أيار أعلنت المفوضية العليا للانتخابات (غير المستقلة أيضاً كسابقاتها لأنّ أعضاء مجلسها اختيروا على وفق نظام المحاصصة الحزبيّة كذلك) نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل ذلك بأسبوع، وفي الحال تفجّرت قنابل الاعتراضات والطعون على نحو أشدّ ممّا كان يحصل مع الانتخابات السابقة، فانخلق جوٌّ عام في البلاد بأنّ عمليات تزوير مهولة قد جرت، المسؤول عنها مرّة نظام الاقتراع والعدّ والفرز ومرّة المفوضية نفسها ومرّة الأحزاب والقوائم المتنافسة التي لها نفوذ طاغٍ في المفوضية وفي الأجهزة الإدارية.
عدد المعترضين من المرشحين الخاسرين والقوائم والأحزاب كان بالمئات، وما زاد الطين بلّة أنّ مجلس النواب نفسه تقدّم صفّ المعترضين، مع أنه هو الذي شرّع قانون الانتخابات وقانون المفوضية واختار النظام الإلكتروني للاقتراع والعدّ والفرز بديلاً عن النظام اليدوي المتّبع سابقاً، وهو الذي شكّل المفوضية على وفق نظام المحاصصة ورفض أن تكون مستقلّة كما يحكم الدستور، بل رفض حتى فكرة تطعيم المفوضية بقضاة مستقلّين الى جانب الأعضاء المُختارين من الأحزاب المتنفّذة، كما أنه أجرى تعديلاً على القانون لينحّي مجلس المفوضية ويشكّل مجلساً مؤقتاً من القضاة حصراً من دون غيرهم وألزم هذا المجلس بإعادة العدّ والفرز يدوياً بعدما شكّل لجنة تحقيقية أكد تقريرها ارتكاب عمليات تلاعب وتزوير كبيرة.
الأنكى أنّ الحكومة هي الأخرى شكّلت لجنة أظهر تقريرها أنّ عمليات التلاعب والتزوير كانت كبيرة وخطيرة!
في 9 آب الجاري أعلنت مفوضية القضاة النتائج النهائية للانتخابات بعد إتمام عمليات العدّ والفرز في المراكز التي طالتها الاعتراضات. النتائج التي توصّلت إليها هذه المفوضية جاءت متطابقة تقريباً مع النتائج التي أعلنتها المفوضية المنحّاة بتغيير طفيف للغاية لا يدلّ على أيّ تلاعب أو تزوير، إنما على خطأ فنّي ضعيف الأثر!
النتيجة التي خلصت إليها مفوضيّة القضاة تثير الأسئلة والشكوك أكثر ممّا تجيب على الأسئلة والشكوك المنطلقة بعد ظهور نتائج الانتخابات في 19 أيار.
كيف حصل كلّ ذلك الكمّ الهائل من الاعتراضات؟ وعلامَ استند المعترضون في اعتراضاتهم وشكاواهم؟ وأية أدلّة حملت لجنة التحقيق البرلمانية ولجنة التحقيق الحكومية على الحكم القاطع بحدوث عمليات تلاعب وتزوير؟ وما تفسير الحرائق والهجمات التي تعرّض لها عدد من مخازن الصناديق الانتخابية؟
هل كان ذلك كلّه مجرّد لعبة سياسية من ألاعيب القوى المتنفّذة التي لا عدّ لها ولا حصر؟ أهي زوبعة في فنجان مقصودة، أم أنّ ثمة مؤامرة من وراء ذلك كلّه يراد منها القول بأنّ كلّ الكلام الذي يُقال عن عمليات تلاعب وتزوير في الانتخابات منذ بدئها في العام 2005 حتى اليوم لا أساس له من الصحّة، وبالتالي فإن الطبقة السياسية المتنفّذة التي يثور الشعب العراقي في وجهها اليوم، وفي السابق أيضاً، احتجاجاً على فسادها الواضح البيّن، هي طبقة نزيهة ونظيفة ووطنية؟
لإثبات أنّ الأمر ليس كذلك، تحتاج مفوضية القضاة الى أن تقدّم لنا تفاصيل التفاصيل عمّا قامت به.. كيف نظرت في الاعتراضات وكيف تحقّقت من أدلّتها وكيف جرت عملية العدّ والفرز يدوياً... إلى آخره. بخلاف هذا سيظل الشكّ قائماً حيال المفوضية وعملها، وسنحتاج إلى رؤوس، الواحد منها بحجم الكرة الأرضيّة، لنستوعب ونفهم..!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram