TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ثمن "تكشيرة" الفتلاوي

العمود الثامن: ثمن "تكشيرة" الفتلاوي

نشر في: 3 سبتمبر, 2018: 09:39 م

 علي حسين

ربما شاهدتم مثلي صورة " الزعيمة " حنان افتلاوي وهي تطلق تكشيرتها الى أقصى الحدود ، وأتمنى عليكم أن تضعوا أكثر من خط تحت كلمة "تكشيرة " وأنتم تتطلعون الى " المجاهدة " حنان الفتلاوي وهي تعرض فنون الانتهازية وأصولها على الملأ من خلال جلسة نفاق مع أحمد أبو ريشة .
لا أعرف كيف يتحوّل الإنسان بين ليلة وضحاها ، لكن أعرف إن حنان الفتلاوي نفسها صرخت من على الفضائيات وبالذات يوم 25 كانون الأول عام 2013 ، أن ابو ريشة نفسه بلحمة ودمه يتحدث بالوطنية لكنه يقف إلى جانب المجرمين المختبئين في ساحات الإعتصام. ولم تكتف النائبة المثابرة بذلك بل خرجت بعد 48 ساعة لتسخر من الذين طالبوا المالكي أن يتفاهم مع أهالي الأنبار وقالت بالحرف الواحد :" أصوات النشاز التي تتعالى من هنا وهناك والتي تريد الصلح مع من يذبح الشعب".
وبعدها بأسبوع صالت الفتلاوي وجالت في قبة البرلمان تطالب بالثأر من ابو ريشة ومن معه ، واطلقت "مشكورة " نظريتها الشهيرة " 7×7 ".
لا أدري ماذا ستقول السيدة الفتلاوي والإبتسامة تعلو وجهها وهي تنظر الى سعدون الدليمي ، أعتقد إنها تحفظ الكلمات التي قالتها حول مسؤوليته بفساد صفقة الأسلحة الروسية ، وإن كانت قد نسيها فعليها أن تبحث عنها عند السيد غوغل ، فهو أمين في حفظ هلوسات السياسيين .
أعرف وكما يعرف ملايين العراقيين إن المصيبة فادحة، وإن ما جرى بحق هذه البلاد فوق الاحتمال، اليوم نتساءل هل نصدق " تكشيرة " الفتلاوي أم نصدق صراخها في الفضائيات ضد أبو ريشة ومن معه ؟ أم سنكشف ولو متأخرين إن ما جرى هو طبخات للاستخدام وملء فراغ أدمغة الناس الحائرة ؟ هل نصدق أن جلسة سمر تعقد بين أصحاب الصورة ستزيل آثار الحريق، وستعيد البسمة الى وجوههم التي ظلت متشنجة اكثر من عشرة أعوام المتشنجة ، وما هي الصورة الجديدة التي ستوزع فيها الابتسامات ، وما هو المخطط الجديد الذي سيخرج من أروقة الساسة، والذي يضعنا في حريق جديد؟
لعل تكشيرة الفتلاوي تبعث رسائل شديدة الأهمية إلى العراقيين خلاصتها إنكم تموتون من أجل هذه اللحظة التي يضحك فيها الجميع ، فرحاً باجتماع يؤمن للجميع الاستمرار في نهب أموال الشعب وإذلاله وسرقة مستقبله.
وأنا أشاهد تكشيرة الفتلاوي أيقنت ان لا مفاجآت في الديمقراطية العراقية الصاعدة. فقط قتل وتهب وتصريحات كوميدية وموت للضمير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram