اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تومان أم ليرة؟!

العمود الثامن: تومان أم ليرة؟!

نشر في: 15 أغسطس, 2018: 12:00 ص

 علي حسين

عندما تجد كاتباً مثل جنابي يتذكّر مهندسة التوازن في العراق حنان الفتلاوي، فعليك أن تتيقّن أنه محتار ماذا يكتب وهو يتفرّج على معركة كسر العظم بين جماعة"إيران قدوتنا"ومجاميع"أردوغان مُلهمنا"، حيث تتفاقم الهستيريا، ليضعك بعضهم في مقايضة ساذجة : الاختيار بين ان تقف مع التومان الايراني في محنتها، أو التضامن مع الليرة التركية، بينما المنطق الاخلاقي، قول إنه من الواجب، أن تتعاطف مع أهالي الموصل الذين يعيشون وسط الدمار بغياب الخدمات والبطالة والبحث عن لقمة العيش.
منذ سنوات وبدافع الحسد فقط لاغير، أتابع أخبار السيدة الفتلاوي مؤلفة السلسلة الفلسفية الشهيرة"الانبطاح"، وفي كل مرة أسأل نفسي هل من المعقول أن تقف الفضائيات طوابير في سبيل الحصول على مقابلة مع زعيمىة إرادة؟ إذا كان لديكم فسحة من الوقت، استمتعوا ببرنامج السيدة الفتلاوي بعد عطلة العيد ومن قناة آسيا حصراً.
هل تتشوقون لخبر آخر مثير من بلاد الرافدين؟، حكومة العبادي تبشّرنا بأن الصين قرّرت أن تمنح العراق معونة عاجلة قدرها عشرة ملايين دولارللمساعدة في إعمار الموصل، فيما مجموع مانهبه"ساسة الصدفة"يقترب من ترليون دولار، ومجموع ما يحصل عليه العراق يومياً من أموال النفط في زمن"تقشّف"العبادي 270 مليون دولار، وهي أموال تكفي لبناء العراق من جديد.
أمر مفزع وخطير ألّا يجد كاتبٌ شيئاً يكتب عنه سوى حنان الفتلاوي، أو يصاب بالحنين الى أحاديث عباس البياتي، أو ينتظر ما تجود به قريحة محمد الكربولي، وجميع هؤلاء من أصحاب القضايا الكبرى!!، ولهذا نجد أنفسنا لا نتعاطى القضايا الصغيرة،كمعاناة أهل البصرة مع الماء، والشباب الذين يسحقهم العوز، وقصص عراقيين أبهروا العالم، وهذه صحيفة النيويورك تايمز تكتب عن أشياء أهم بكثير من عبث ساستنا ورداءتهم وأثرهم المدمّر على المواطن العراقي، لتنشر على صفحاتها تقريرا مدهشاً عن نموذج مشرّف وأعني به النقيب البطل حارث السوداني، الذي عمل ستة عشر شهراً كمخبر، متقمّصاً شخصية إرهابي في صفوف تنظيم داعش، في وقت كان ينقل فيها معلومات خطرة إلى جهاز الامن الوطني العراقي، حيث تمكن من إحباط 30 هجوماً بالسيارات المفخخة و18 تفجيراً إرهابياً.
مسار طويل من رفض المواطنة، يقطعه اصحاب"ايران قدوتنا واردوغان مُلهمنا"حاولوا ان تتابعوا تلك النماذج لتلاحظوا القواسم المشتركة : انتهازية وجهل وصراع من اجل التومان او الليرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram