TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: تحذير أُممي.. في الوقت المناسب

شناشيل: تحذير أُممي.. في الوقت المناسب

نشر في: 15 أغسطس, 2018: 12:00 ص

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

إشارة تحذير جديدة تأتينا من الأمم المتحدة بشأن خطر داعش الذي لم يزل كامناً. في أحدث تقرير لها، قدّرت المنظمة الدولية عدد عناصر التنظيم الإرهابي الباقين في العراق وسوريا بما يتراوح بين 20 و30 ألف مقاتل موزّعين بالتساوي تقريباً بين البلدين.
التقرير الذي كتبه مراقبو العقوبات في المنظمة الدولية يشير الى أن معظم هؤلاء هم من مواطني البلدين، فيما أقلية منهم فقط من الأجانب، وهنا جانب الخطورة البالغة في الأمر، فالاجانب يُمكن الكشف عنهم لكنّ الأمر ليس كذلك بالنسبة للمواطنين المحليين، ولهذا يشير التقرير الى أن التنظيم الإرهابي"لايزال قادراً على شنّ هجمات داخل الأراضي السورية، ولا يسيطر بشكل كامل على أي أراض في العراق، لكنّه لايزال ناشطاً من خلال خلايا نائمة" من العملاء المختبئين في الصحراء وغيرها من المناطق.
هؤلاء الـ 10 – 15 ألفاً لا ينبغي الاستهانة بهم وبقوّتهم، فبعدد أقلّ من هذا نجح التنظيم في اقتحام مدينة الموصل وإحكام السيطرة عليها قبل أربع سنوات، ليشكّل القاعدة التي انطلق منها متمدداً على ثلث مساحة البلاد ومرتكباً مجازر فظيعة ومتسبّباً في محنة لملايين العراقيين لم تنته فصولها بعد.
الخطير في الأمر أن عناصر التنظيم الباقين في العراق وسوريا يُمكن أن يجدوا لهم بمرور الأيام أنصاراً يوفّرون لهم الملاذ والدعم. والواقع أن البيئة الملائمة لذلك لم تزل قائمة، فالمدن والبلدات والقرى العراقية التي تدمّرت في الحرب مع التنظيم لم يُعد بناؤها بعد ولم تتوافر لأغلب سكانها أبسط مقومات الحياة الإنسانية، بل إن الكثير منهم لا يلقى من السلطات المحلية، المدنية والعسكرية والأمنية، المعاملة التي يُمكن أن تقيم السدّ المنيع أمام عودة نفوذ الفكر الإرهابي والعناصر الإرهابية الى صفوفهم. الحوادث المتكررة التي حملت القائد العام للقوات المسلحة أخيراً على سحب بعض القوات من مناطق في محافظة نينوى وسواها تؤكد هذا.
النصر النهائي على داعش لم يتحقّق بعد، وهو لن يتحقّق مادامت هناك معاملة غير لائقة لسكان المناطق التي اجتاحها التنظيم، ومادام هناك عدم اهتمام بإعادة الحياة الطبيعية إليها، وكلّ هذا لن يتحقق أبداً مادام الفساد الإداري والمالي راسخ الأقدام في أجهزة الدولة التي تتعامل مع هذه المناطق وسكانها، فمثلما سُرق الكثير من الأموال المخصصة للنازحين في المخيمات، تتعطّل عمليات إعادة النازحين وإعادة بناء مناطقهم الآن بسبب الفساد الإداري والمالي أيضاً.
التقرير الأممي تحذير قوي لنا، يأتي في الوقت المناسب تماماً، فالقوى السياسية المتنفّذة منخرطة الآن كليّاً في صراعاتها ومنافساتها على السلطة والنفوذ والمال عشية بدء أعمال مجلس النواب الجديد وتوزيع المناصب الحكومية المُسيلة للّعاب كالعادة، وليس من المرجّح أن تتخلى هذه القوى عن صراعاتها ومنافساتها والالتفات الى الخطر الذي لم يزل داعش يمثله ويحذّر منه التقرير الأممي الأخير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram