TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: الصندوق الوطني للسينما العراقية

كلاكيت: الصندوق الوطني للسينما العراقية

نشر في: 5 سبتمبر, 2018: 07:17 م

 علاء المفرجي

أصبح مشروع "الصندوق الوطني للسينما"، الذي يُعتَبر فرصة مثالية وأخيرة لإنقاذ السينما العراقية من ركودها وأزمتها. حقيقة واقعة، بعد أن كان حلماً راود السينمائيين العراقيين وخاصة الشباب منهم .
فقد أعلن سينمائيون عراقيون عديديون عن إحالة المشروع، الذي أعدّه بعضهم، من مكتب رئاسة الوزراء إلى وزارة الثقافة، لاقتراح تشريع قانون له، ثم إحالته إلى مجلس النواب للمصادقة عليه.
واقترح سينمائيون عراقيون فكرة الصندوق عبر "المركز الوطني المستقلّ للسينما"، الذي ويضمّ عدداً من السينمائيين الشباب. فإنّ فكرة الصندوق بدأت عام 2010، وتحديداً بعد إنتاج فيلمين روائيين طويلين هما "كرنتينا" لعُدي رشيد و"تحت أرض بابل" لمحمد الدراجي: "(حينها) اقترحنا إنشاء مؤسّسة تأخذ على عاتقها تمويل الأفلام والتظاهرات السينمائية"، على غرار "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام" المدعومة من الدولة، وعلماً أن وزارة الثقافة التونسية تدعم السينمائيين المستقلين، و"المركز الوطني للسينما" في فرنسا يدعم سينمائيين عديدين في الدول النامية.
استفادت فكرة الصندوق كثيراً من تجارب هذه الدول والمؤسّسات. هيّأنا المشروع بنسخته الأولى، وأخذنا في الاعتبار ضرورة أن يلائم أوضاع العراق. عام 2010، قدمّناه إلى وزارة الثقافة باعتبارها الواجهة الرسمية للنشاط الثقافي، والسينما جزءٌ منه. لكن الوزارة لم تتحمّس للفكرة أو المشروع. هذا لم يمنع مركزنا من الاستمرار في عمله، الذي أفضى إلى إنتاج فيلمي رشيد والدراجي".
عام 2014، طُرح المشروع مُجدّداً "بنسخة مُطوّرة عن المشروع السابق"، بعد الاستعانة بمستشارين وقانونيين، "لأن المشروع ضخم، ويلبّي حاجة قطاع كبير من السينمائيين العراقيين". يُضيف العلاق: "هذه المرّة، اصطدمت الفكرة بعدوان "داعش" على العراق، وانشغال مؤسّسات الدولة كلّها بالحرب على الإرهاب". لكن السينمائيين متفائلون بتطبيقه قريباً: "إنه حالياً بحكم المنتهي. ننتظر موافقة رئاسة الوزراء عليه وإحالته إلى "وزارة الثقافة" لدراسة جدواه ووضع ملاحظاتها عليه". يضيف: "في إعداد مسودة المشروع انتبهنا إلى أنّ "وزارة الثقافة" و"دائرة السينما والمسرح" تستفيدان منه في إنتاج فيلم لها أو إقامة نشاط خاص بالسينما، فيكون من حقّها الحصول على منحة من الصندوق كباقي المؤسّسات والأفراد المتعاملين معه".
وعن هذه فكرة الصندوق وآلية عمله والجهة المشرفة التي تمتلك صلاحيات التصرف بميزانيته، يقول المخرج الشاب يحيى العلاق: "يأخذ الصندوق تمويلاً من ميزانية الدولة بقيمة 20 مليون دولار أميركي، ثم يبدأ دراسة طلبات الحصول على منح لإنتاج فيلم أو إقامة تظاهرة سينمائية؛ شرط أن يكون الأفراد معروفين بنشاطهم السينمائي، تماماً كما المؤسّسات العاملة في مجال السينما. في هذه الحالة، تُشكَّل لجنة مختصة لقراءة الطلبات ودراستها، ثم الموافقة عليها إنْ تُلبّي شروط العمل السينمائي، والشروط الأخرى للصندوق، التي سيُعلن عنها قريباً".
وبخصوص الإشراف والصلاحيات المخوّلة، يقول العلاق إن الصندوق "هيئة مستقلّة عليها واجبات الهيئات المستقلة في هيكلة الدولة العراقية، ولها حقوق. سيكون هناك مستشارون وقانونيون معتمدون، بالإضافة إلى إدارة مالية. كما سيُستعان بخبرات عربية ودولية مختصّة بعمل الصندوق. في هذه الحالة، سيكون المنتجون والمخرجون ومنظّمو التظاهرات السينمائية في مقدمة من سيتم اختيارهم للحصول على هذه المنحة".
أخيراً، فإنّ "الاستعدادات اللازمة للبدء بعمل الصندوق جاهزة. سيُدعى 50 مخرجاً شاباً واختصاصياً في السينما للمشاركة في مؤتمر موسّع يُقام قريباً، تُناقش فيه آليات عمل الصندوق وأهميته، مع أولوية دعم شباب السينما العراقية بشكل خاص، باعتبارهم أصحاب المصلحة الأساسية فيه، من دون التنصّل من دعم الروّاد والاستفادة من خبراتهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram