TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: العبادي إذ يُنكر..

شناشيل: العبادي إذ يُنكر..

نشر في: 5 سبتمبر, 2018: 07:43 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

في مؤتمره الصحفي التالي لاجتماع مجلس الوزراء أول من أمس، رئيس الوزراء حيدر العبادي إمّا أنه كان يجانب الحقيقة عمداً وعن سابق إصرار، أو أنه في وضع الآخر مَنْ يعلم بأمور الدولة التي يديرها. وفي الحالين فإنه يعطي عن نفسه المزيد من الانطباع بأنه لا يصلح لإدارة مؤسسة صغيرة وليست دولة بحجم العراق وأهميته، أو حتى أصغر.
العبادي قال في المؤتمر الصحفي إنه"حتى الآن"(مساء الثلاثاء) ليست لديه معلومة عن استخدام السلطات الأمنية في البصرة الرصاص الحيّ في قمعها المتظاهرين، لكن بعد ساعات فقط (صباح أمس) أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة عن أنّ حصيلة أحداث الثلاثاء العنيفة في البصرة بلغت خمسة قتلى من المتظاهرين و68 جريحاً منهم 41 مدنياً و 27 من منتسبي القوات الأمنية.
مؤكدٌ أنّ هذا العدد الكبير جداً من القتلى والجرحى لم يحصل بعد أن فضّ السيد العبادي مؤتمره الصحفي وحمل نفسه ليتناول وجبة طعام أو ينظر في أوراق رسمية أو يطير إلى البصرة.. إنهم، أو معظمهم، بدأوا يتساقطون قبل ساعات من التئام مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي ومن عقد المؤتمر الصحفي، ومن المفروض أن يكون السيد العبادي، بوصفه القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء، أول، أو ثاني أو ثالث، مَنْ يعلم بالأمر من الاجهزة الاستخبارية والصحية الواقعة جميعها تحت إمرته، وإلّا ما معنى أن يكون قائداً عاماً للقوات المسلحة ورئيساً للوزراء..؟
إذا كان بعض الجرحى قد جُرح بالحجارة التي استخدمها المتظاهرون ردّاً على قمع القوات الأمنية أو نتيجة لانفجار قنابل الغازات التي ألقت بها القوات الأمنية على المتظاهرين، فإن القتلى الخمسة لا يمكن أن يكونوا قد ماتوا من تلقاء أنفسهم، تأثّراً بنوبات قلبية مثلاً.. هم جميعا قُتلوا بالرصاص.. الرصاص الحيّ الذي قال رئيس الوزراء، كذباً أو عن عدم دراية، إنه لم تكن لديه معلومات عن استخدامه..!
في محتقن ومحتدم ومُنذر بانفلات الوضع الأمني ووقوع أوخم العواقب، كالوضع الذي ظرف تمرّ به البصرة منذ عدة أسابيع، ليس من الصائب وليس من السليم أن يعمد رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، أو أي مسؤول آخر في الدولة، إلى التعامل مع الأمور بمثل هذا الاستخفاف بالوقائع والإنكار للحقائق...
إذا كان السيد العبادي يتصوّر ذاتيّاً، أو استناداً إلى نصيحة سوداء من بعض مستشاريه أو مساعديه، أنه بمثل هذا الإنكار سيخفّف من وطأة الأمور، فهو واهم.. واهم ومخطئ إلى أبعد الحدود. تصريحات من هذا النوع إنّما تصبّ المزيد من الزيت على النار، فالقتلى والجرحى بشر، لديهم أهل وأحبّة يحتاجون إلى إشعارهم بالمواساة والتضامن معهم في نكبتهم وإلى مساءلة القتلة وردعهم، وليس إلى الدوس على جروحهم والخوض في دماء ضحاياهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram