علي حسين
دائماً ما يسألني قرّاء أعزّاء عن سبب حديثي الدائم عن تجارب الشعوب، والبعض منهم يلومني وهو يقول بمحبّة هل تتوقع أنّ ساستنا ومسؤولينا يقرأون؟ وأنهم سيطيلون النظر في سطور مقتبسة من علي الوردي أو حتى من الملا عبود الكرخي؟ أنا يا أصدقائي الأعزاء لا أكتب من أجل الموعظة، بل ضد التخلّف، ولست أريد من مسؤولينا الأكارم أن يمضوا أعمارهم في تقليب صفحات الكتب، وقراءة تجربة باني سنغافورة، كلّ ما أريده وأتمناه أن أشاهد نائباً يختنق بالعبرات وهو يخرج من خيمة عائلة موصليّة نازحة، أو تدمع عيناه على مشهد مقتل متظاهري البصرة، ما أطمح إليه، هو نواب وساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسّر العراقي وهو يسمع أن الكويت تتبرع بمضخات ماء للبصرة، فيما السيد ماجد النصراوي يتمتع بما نهبه من أموال البصرة في مولات سيدني!
يا أصدقائي الأعزّاء، أنا وأنتم مواطنون في بلد ضعيف يستقوي عليه ساسته وإخوانهم ورفاقهم، كنت أمنّي النفس بمسؤول من المؤمنين على شاكلة وزراء بلغاريا الكفار الذين قدموا استقالة جماعية بسبب انقلاب حافلة، والوزراء الذين شعروا بالمسؤولية وزير التنمية المحلية ووزير الداخلية ومعهم وزير النقل،أما لماذا قدّم الوزراء أستقالاتهم،لأن الإعلام كشف أن الطريق الذي وقع فيه الحادث تم تبليطه بنوعية من الإسفلت غير جيدة.
ليس صحيحاً أن الإكثار من الكذب يحوّله إلى حقيقة.. فإذا تقول إننا يجب أن ننفّذ مطالب أهل البصرة، في الوقت الذي ظلّ حزبك لسنوات قابضاً على مصائر المحافظة، فهذا نوع من الخداع، وأعني ما قاله السيد عمار الحكيم امس عمّا يجري في البصرة، وأن تكتب في تويتر إن انتخابنا وسط هذه الظروف الصعبة جاء من أجل النهوض بالمهام وقطع الطريق على الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات الوطن، من حقنا ان نسألك ألم تكن السنوات الثماني ياعزيزي نوري المالكي كافية لبناء البلاد والنهوض بها، ولن أعلّق على الزعيمة حنان الفتلاوي التي تبكي على شباب تظاهرات البصرة،فقد ظلت لثماني سنوات تشتم المتظاهرين وتتهمهم بتنفيذ أجندات بعثية.. وإن كنتِ "ناسية فاليوتيوب يفكّرك"..
لم يتبقّ لنا ونحن ننتظر النهاية "السعيدة" لجلسة البرلمان الاولى سوى أن نشكر كلّ الكومبارس من النواب الذين أدّوا أدوارهم بكلّ مهنية وإخلاص وساهموا بتقديم نهاية ممتعة للمسلسل الدرامي الطويل "الإصلاح" وبأنتظار مسلسل ممتع بعنوان "أنا الأكبر"!!.