علي حسين
مثل كثيرين بدأت خطواتي الأولى في قراءة الرواية مع نجيب محفوظ، الذي لم يحاول في أعماله الادبية أن يُهندس القضايا ويفلسفها، وإنما كان يقدمها ببساطة وعفوية، وفي كل مرة أعود إليه لأكتشف جديداً، في روايته"ميرامار"نجد الصحفي المتقاعد عامر وجدي يعيش حالة من القلق على مصير البلاد يقول :"منذ أن ظهرت عندنا الثورة والديمقراطية والناس تصفق وتغني على كل شيء".
تذكرت هذا الحوار، وأنا أشاهد الفديو كليب المثير والعجيب لوزيرة الصحة عديلة حمود الذي يقول المقطع الأول منه :"عديلة يا عديلة الجرح شديتي حيلة..على الفقرة كلبهة ولا باعت عربهة..الوطن كلة شعبهة تلوكلهة الوزارة". هل لاحظتم مثلي إننا أمام أغنية حافلة بروائع الصور وبدائع المعاني، ودقائق الإحساس والتغني بالجمال والخير..
سيقول البعض إنه فديو كليب من معجبين بالسيدة الوزيرة لا يستحق أن تخصص له هذه الزاوية، وكان يفترض أن تكتب عن الإنجاز الكبير الذي حققه السيد حيدر العبادي وهو يجبر السلطان أردوغان على إطلاق المياه، لن أعود للحديث عن روايات نجيب محفوظ، وكيف كان عامر وجدي يطلق مفردة"طز"كلما سمع حديثاً عن إنجازات الحكومة، ولن أعيد عليكم ما قاله العبادي يوم 10/1/2017 بالحرف الواحد :"أبلغنا رئيس الوزراء التركي أن العلاقات مع بلاده لن تتقدم خطوة واحدة قبل سحب القوات التركية من الأراضي العراقية"ثم أضاف منفعلاً : لن أزور تركيا قبل سحب القوات!!، مع هذه الأحاديث الثورية عليك أن تستقبل بأريحية خبراً يقول إنّ العبادي يتضامن مع تركيا في أزمتها المالية وإن العراق يرفض أي اعتداء ينطلق من الأراضي العراقية باتجاه تركيا!!.
ولأن الحديث عن كذب الساسة أقتطع جزءاً من حكاية كتبها الراحل الكبير شمران الياسري الذي تمرّ ذكرى رحيله هذه الأيام
كتب ابو كاطع في جريدة طريق الشعب إن"الشيخ محلوس لم تكن تعجبه النومة إلّا بالديوان، ولازم يسمع سوالف.. وكام ينطي باكيتين جكاير للي يسولف ساعتين.. إجا السرة على عبيد المهتلف، بدأ بأول سالفة.. وصفّطله ثانية.. وهم خلصت، ولمّن سكت صاح الشيخ: سولف ليش سكتت؟ ابتدأ عبيد المهتلف بوحدة جديدة سداها ولحمتها جذب.. أشو هاي هم خلصت بسرعة وجان يصيح عليه الشيخ"والنوم بعيونه"ولك سولف ليش سكتت؟، تحسّر عبيد وقال بصوت ناصي شسولف بعد.. الصدك كضة.. والجذب كضة وباكيتين الجكاير هم كضن"!.