محمد حمدي
أقدم الاتحاد العربي لكرة القدم على خطوة جريئة من العيار الثقيل باعتماده معايير الجودة العالمية في تنظيم البطولات وتطويرها، متخذاً من النسخة الحالية لبطولة الأندية العربية الأبطال منطلقاً له نحو هذا التوجه الجديد.
وتكمن الخطوة الأولى في حجم الجوائز المالية المقدرة أقيامها بعشرة ملايين دولار، بالعموم تذهب منها ستة ملايين للفائز الأول ومليونان ونصف المليون الى الثاني، وتتنوع الجوائز الأخرى صعوداً منذ الدور 32 على أن تكون نصيب الاتحادات الوطنية 10% من هذه الجوائز لاحتواء أكبر عدد ممكن من المستفيدين، الأمر الآخر الذي بات قريب المنال حسب تأكيدات تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، هو مفاتحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اعتماد الفائزين الأول والثاني ضمن الفرق المشاركة في بطولة العالم للأندية، وإن تحقق هذا الأمر، فإنه سيصنع أحد العصور الجديدة والتحوّلات التاريخية للكرة العربية على مستوى الأندية ووصولها الى مصاف العالمية في الاهتمام والإنجاز ورفع رصيدها بما يعود بالفائدة على جميع الأندية العربية وحتى البطولات المحلية، والمهم أن بوادر النجاح وقوة المنافسة ظهرت جلياً منذ المباراة الأولى للدور 32 الذي شهد مباريات كبيرة في قمة الإثارة وحرص كبير في الجانب التنظيمي والتغطية الإعلامية، مع الأخذ بالحسبان العقوبات المالية الهائلة التي تطال أي فريق ينسحب من المنافسة بعد توقيعه عقد المشاركة رسمياً، وهو ضمان أكيد لقوة البطولة وسمعتها وعدم المجازفة في مزاجيات من لا يروق له إكمال المشوار.
من الجانب الآخر في هذه البطولة، وفي ما يخص ممثلا العراق الجوية والنفط، فإن البطولة تأتي مكمّلة لتعزيز صورة الملاعب العراقية وأحقيتها في تضييف الفرق الخارجية سواء في كربلاء أو أربيل أو البصرة، وهي حلقة مهمة نحو رفع الحظر كلياً عن الملاعب العراقية عموماً، تضاف لها اهمية الجانب الفني في المنافسة وملاقاة اكبر الفرق العربية في افريقيا مثل اتحاد العاصمة الجزائري والصفاقسي التونسي، بما يؤهل فرقنا للمشاركة في بطولات الأبطال الآسيوية المقبلة، إضافة الى كأس الاتحاد الآسيوي واكتسابها الخبرة والقوة معاً من مقارعة الأقوياء ومبادلتهم الهدف في التتويج، وإن تكن الخطوة الأولى أتت سلبية بتعثر الجوية مع اتحاد العاصمة وتعادل النفط مع الصفاقسي، فإن الحسابات المفتوحة لا تعني فقدان فرصة التأهل لأحدهما أو كليهما، إن تم استثمار عناصر القوة في الفريقين، فقد أحسن الجوية السيطرة على مجريات المباراة في ملعب كربلاء وأهدر العديد من الفرص السهلة، كما فرّط النفط بقيادة حسن أحمد في فوز مستحق كان بمتناول اليد ، والمهم اليوم أن يستعيد الجوية توازنه، وإن كنت اتمنى أن من الكابتن راضي شنيشل عدوله في وقته عن قرار الاستقالة ، كون توقيتها سيؤثر سلباً في الفريق ، لكن سرت الأحوال بهذا السيناريو ، وتداركت إدارة الجوية الوقت وأعلنت تعاقدها مع المدرب الجديد القديم باسم قاسم مباشرة للعمل فوراً، واستثمار مرحلة الاعداد بمثالية لتحضير الفريق للقاء الفريق الجزائري على أرضه وبين جماهيره بشعار تحقيق الفائدة بجميع الاحتمالات.