محمد حمدي
أحداث مكثفة جداً على جميع المستويات تعيشها الكرة العراقية خلال الشهر الحالي، وتمثل ثمرة العمل والانطلاق الجديد لها بما يضع جماهيرنا الرياضية أمام تصوّرات واضحة جداً لكثافة العمل وحجم المسؤولية لأجل النجاح فيه، وربما كان شهر أيلول الحالي، هو الأكثر كثافة في حجم الأعمال التي تلامس الكرة واتحادها تحديداً .
دوري الكرة على موعد للانطلاق منتصف الشهر الحالي، والحديث يدور عن دوري آخر للفرق الرديفة والفئات العمرية ايضاً وتسير التحضيرات على عِظَم مشاكلها بالتزامن مع مطالبات لجنة التراخيص الى الأندية استيفاء متطلبات الملاعب والإدارة وغيرها من الأمور التي لم تعرف وجهاً واضحاً للحسم، ترافق عجلة الدوري مطبات آخرى تتعلق بلجنة الحكام والمطالبة بحسم ملفات الحكام للدوري المنصرم وعدم تكرارها بجميع الحيثيات التي رافقتها.
في الجانب الآخر وبما يخص عمل المنتخبات الوطنية، فقد دخل المدرب الأجنبي كاتانيتش حيز الاختبار ايضاً بمعسكر أربيل وودية الكويت التي ستطلق لجماهيرنا صورة أولية عن فكر المدرب وتصرّفاته بعد أن قيل عنه الكثير واختلف الجمع بين معارض ومؤيد وصولاً الى حدود الإشفاق لكثرة ما تحمّل اعضاء الاتحاد من نقد اتسم بالتجريح في أحايين كثيرة، المنتخب الوطني سيأخذ بالتأكيد الآلية الجديدة التي يعمل بها المدرب كاتانيتش والحديث عن تغيّر الاسلوب والتحضير لبطولة أمم آسيا مازال مبكراً، وإن تنصّل المدرب عن مسؤولية تقديم ما هو جديد ومفرح فيها، المنتخب الأولمبي ومدربه عبد الغني شهد عاد الى الساحة من أوسع الأبواب بعد قرار إيقاف العمل بالفريق وسحب اشتراكه بدورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا على خلفية قضايا ومتعلقات كثيرة.
العودة التي تمخّضت عن اجتماع مكثف بلجنة المنتخبات أسفرت عن تعيين اللاعب الدولي السابق المغترب سلام علي بمنصب المنسق الفني لمتابعة اللاعبين المغتربين العراقيين في الدوريات الأوروبية وترشيح الأكفأ والأمثل للدفاع عن ألوان الكرة العراقية على أن يدخل المنتخب في معسكرات خارجية وداخلية متعددة مع تثبيت مدرب اللياقة الإسباني مع المنتخب.
المشاركة الصعبة المرتقبة الأخرى في العشرين من الشهر الحالي، هي مشاركة منتخب الناشئين بقيادة الكابتن فيصل عزيز في بطولة آسيا في العاصمة الماليزية كوالالمبور مهمة تنطوي على صعوبات كثيرة أعرب عنها المدرب وكان محقاً في جميع طروحاته، حيث ذهب لتعويض منتخب الناشئين الأسبق تحت ظروف قاهرة في بطولة غرب آسيا بالأردن بعنوان منتخب الأشبال الجديد الذي أصبح نواة لمنتخب الناشئين في بطولة آسيا وهو يلاقي منتخبات كوريا الجنوبية واستراليا وافغانستان، وها هي ذات المشكلة التي قصمت ظهر منتخب المدرب علي هادي بداعي التزوير تعود مرة اخرى بإثارات جديدة ستؤثر بلا شك في مسيرة المنتخب ورحلة الدفاع عن اللقب وربما حصلت متغيرات جديدة لا نعلم كيف سيتم علاجها في هذه الفترة الحرجة جداً من الوقت المتبقي وهم في معسكرهم المغلق في العاصمة القطرية الدوحة.
ولا يبدو حال منتخب الشباب بقيادة الكابتن قحطان جثير أفضل منه وهو يستعد في أربيل حالياً، لبطولة آسيا للشباب في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، وقد تثار ضده عبوات إعلامية معقدة تلامس عمله الصعب بالرغم من تجاوزه الى حدود بعيدة آثار هيكلة المنتخب السابق.
هذه الصورة هي ملخص لعصارة شهر واحد من العمل، علماً أننا لم نتناول مشاكل وقضايا أخرى تخص الأندية واللجان وملفات القضاء وللجمهور أن يتصوّر لدقائق معدودة حجم الضغوطات التي وضعت على الطاولة، وأجزم أن أسهلها معقّد للغاية، ويحتاج الى جلسات ودوائر مختصة لعلاج ما يمكن علاجه!