سنان باسم
للتنوع الصوري حاجة في الكثير من الأحيان ، بداعي كسر رتابة المدخلات من مشاهد الى حوار الى إيقاع الفيلم ، إضافة الى التعرف على أصناف السينما ،دون الإبقاء على نمطية المتابعة , لكن الأمر يكون بمثابة الخذلان عندما ينتهي التخمين بذات المتوقع ، والحديث هنا عن أفلام السرعة والأكشن والتي يتخللها الدم والشجار والهروب ، فيلم " Mile 22 " أو اثنان وعشرون ميلاً ؛ تجربة منسوخة من أفلام الخلاص وبقاء الأوحد ، إضافة الى ترسيخ مفهوم أن الاميركي مدرب على مستوى عال ، وهزيمته ضرب من الخيال ، إذ تبدأ القصة من ضابط الاستخبارات الاميركية القلق والذي يفكر كثيرا ًبمتلازمة ضرب شريط مطاطي بيده ، ويؤدي دوره الممثل ( مارك ويلبيرغ ) ، بدور ( جيميس سيلفا ) ، حيث تنطلق الأحداث من محاولة تهريب ضابط شرطة إندونيسي غامض يملك معلومات سرية في غاية الأهمية والحساسية ، الى الولايات المتحدة ، إذ عملية التهريب بمساعدة وحدة قتالية مدربة وسرية للغاية .
تنطلق الأحداث من تهديد من قبل الحكومة الاندونيسية ، بضرورة تسليم الشرطي الملاحق ، إلا أن الممانعة والرفض هو لسان حال ويلبيرغ ، لتبدا رحلة الشقاء النمطي الممل ، عشرات الاشخاص المقبلين بشتى الأسلحة ، وبمختلف المركبات والدراجات النارية ، يصوبون نيران اسلحتهم على ثلاث سيارات ، تقل اعضاء الفرقة السرية الاميركية والتي تخرج من السفارة الاميركية ، صوب أحد المدارج خارج العاصمة جاكارتا ، ولابد هنا من قطع مسافة اثنين وعشرين ميلا ً، لتبدأ مرحلة الصراع والعقبات ، بدءاً من القنابل التي تعطل سير العجلات ، مرورا ًبالاطلاقات النارية التي لاتنتهي ، وانتهاء بمحاصرة ما تبقى من الفريق السري في احد البنايات السكنية من قبل رجال الاستخبارات الاندونيسية ،وهنا تبدأ رحلة موازية من التساؤل المشروع ، والذي وجد لنفسه حيزا ًمن الاستغراب ، هل فعلاً انهم لايموتون ؟ هل أن واحدهم حتى يموت يقتل قبل موته 30 شخصاً على الأقل ، لماذا هذا الاظهار المتعمد لجهل الآخر بمكامن القتال والمطاولة في الرماية ؟ والأشد وطأة هو عدم إصابة أو تضرر ويلبيرغ جراء القتال المستمر , لينتهي الأمر بعد ذلك الى وصول ويلبيرغ الى المدرج وهناك تحل المفاجأة .
الغاية من الفيلم كسابقاتها من الافلام ، حيث الحشو الزمني لتفاصيل الفيلم التي تجذب شريحة دون سواها ، وتبهر الناظر عبر إعلان مدروس ولقطات منتخبة ، لكنها ذات نهج يوازي السياسة والحرب وكلاهما تداعب أوتار هوليوود التجارية ، في تمجيد الفرد الأميركي ، الناقم أو المحب لبلاده على حد سواء ، الصاخب أو الهادئ سلوكيا ً، لتستمر محرقة التأليف التشويقي على صناعة مكشوفة الأوجه والمضامين ، إن لم تكن من الدعاية للوهلة الاولى ، فمن نوعية المرتادين لتلك الافلام .