علاء المفرجي
يعد الفنان الهولندي كوخ أحد فناني الانطباعية بل يعد من رواد المدرستين الانطباعية والوحشية . تتضمن رسومه بعضاً من أكثر القطع شهرة وشعبية وأغلاها سعراً في العالم. عانى من نوبات متكررة من المرض العقلي وانتابته حالات الصرع وأثناء إحدى هذه الحوادث الشهيرة، قطع جزءاً من أذنه اليمنى. كان من أشهر فناني التصوير التشكيلي. اتجه للرسم التشكيلي للتعبير عن مشاعره وعاطفته. في آخر خمس سنوات من عمره رسم ما يفوق 800 لوحة زيتية.
تعرض أهم أعماله في متحف أورساي بباريس (مخيم البوهيميون، لوحات شخصية)، وفي متحف فان غوخ الوطني في أمستردام بهولندا.
ومما لاشك فيه فأن السينما قد عالجت سيرته الإبداعية بأكثر من فيلم منذ منتصف القرن الماضي وحتى الآن، واختلفت هذه الافلام بطريقة عرض هذه السيرة مثلما اختلفت بأسلوب تقديمها.. وتأثرت بشكل كبير بالروايات التي تتعلق بمرضه العقلي، أو طريقة المتفردة في الرسم، حتى صار مجموع ما انتجته السينما عن هذا الفنان يفوق ما انتجته عن أي فنان آخر.
في الفيلم الأول عن حياة فان غوخ حاز الجائزة الأولى في مهرجان فينيسيا عام 1948، وأفضل فيلم قصير في بينالي البندقية عام 1950 اعتمد المخرج الفرنسي ألن رينيه، لاستحضاره مصيراً فريداً من نوعه لفنان غامض، حيث اختار المخرج تصوير اللوحات الرئيسية بالأبيض والأسود في معرض في أورانجيري مبرراً اختياره، واتبع المخرج الفرنسي رينيه أسلوب تصوير حياة الفنان والأماكن التي عاش فيها، من خلال أعماله فقط، واعتبر الفيلم تحفة فنية.
وبعد هذا الفيلم صنع المخرج الاميركي من أصل ايطالي فينسيت مينللي فيلما ضخماً عام 1956 باسم «شهوة الحياة» والذي أخذ اسمه من لوحة رسمها فان غوغ تدور أحداثه في إطار تشويقي مثير؛ حيث قصة حياة الفنان المضطرب (فان كوخ)؛ حيث يعود إلى مسقط رأسه بعدما تم رفضه من فتاة يحبها، وبعد وقت يقضيه مع عاهرة، تتركه العاهرة بسبب قلة أمواله وتهجره، وظهور اضطراباته النفسية على مسرح لوحاته. الفيلم قام كيرك دوغلاس ببطولته.
ثم قدمت أستراليا فيلماً حمل توقيع المخرج بول كوكس عام 1986م وهو (فنسنت: حياة ووفاة فنسنت فان جوخ) ويتحدث بما يشبه الوثيقة عن سيرته .
ثم يأتي الفيلم الفرنسي التسجيلي (فان غوغ) للمخرج فرانسوا جير معتمداً على رسائله لأخيه ثيو يقول فيها:(أحس بداخلي بهذا اللهيب الذي لا يمكنني أن أطفئ ألسنته ويقودني إلى حريق لا أعرف مداه.. وإن كنت أحسب أن نهايته ستكون جد تعيسة) وهو ما يشكل وثيقة عن حياة هذا الفنان العظيم.
ويختار المخرج الفرنسي موريس بيالا الممثل جاك دوترون للشبه الكبير بفان غوغ، ويقدم سيرته بشكل مختلف فينفي عنه صفة الجنون معتبراً إياه فناناً لايختلف عن باقي العظام.
وفي عام 1917 يقدم المخرجان دوروتا كوبيلا، هيو ويلشمان تجربة بصرية متفردة من خلال فيلم مصنوع من لوحات مرسومة باليد وباستخدام الألوان الزيتية. وهو أول فيلم في العالم يتكون كاملًا من الرسوم الزيتيّة، وشارك في العمل حوالي 125 رسّاماً من دول مختلفة حول العالم ساهموا بحوالي 65,000 لوحة زيتيّة رُسِمت على نسيج مخصص.
الفيلم الأخير عن فان كوخ (عند بوابة الأبدية) من إخراج جوليان شنابل، وهو رسّام نيويوركي ومخرج أفلام، كان قد أخرج فيلماً عن الرسام النيويوركي جان ميشال باسكيات. وهو الفيلم الذي كان مرشحاً قويا للفوز بجائزة مهرجان فينيسيا هذا العام 2018.
يدور الفيلم عن حالة ڤان غوخ وتأثيرها على علاقاته، مع الفنان بول غوغان وكذلك علاقته القوية بشقيقه ثيو .