TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: أوراق قديمة

السطور الأخيرة: أوراق قديمة

نشر في: 12 سبتمبر, 2018: 01:31 م

 سلام خياط

أذكر ذلك اليوم — كأنه البارحة — رغم أن عمره تجاوز الخمسين عاماً ، يوم كتبت نصاً ، وأزمعت التوجه لمبنى جريدة الجمهورية إلتماساً للنشر ،، دلفت البناية ، وطلبت مقابلة سكرتير التحرير،
قرأ صادق الأزدي ما مكتوب بالأوراق ، عدل نظارته ، خلعها ، مسح زجاجتها ، أعادها لأرنبة أنفه ، ثم رمقني شزراً — هكذا فسرت نظرته — قال بحنو أب : يا إبنتي الإقتباس شيء و الإنتحال شيء آخر .. وقد يقاضيك كاتب المقال الأصلي لو قرأ مقاله منشوراً تحت إسم آخر ..و….
داهمتني عبرة اخفيتها بعسر شديد ،، قلت له بصوت مرتعش ::والله أنا من كتب النص ، لم أنقله من أحد ، ولم ….. قاطعني — ربما اشفق على هذي الغريرة — بآن قام من كرسيه ،، وهمس :: ظلي جالسة ريثما أعود . فتح باباً موارباً ، وإختفى ،،، لم أكن أدري أن الغرفة الأخرى لرئيس التحرير ،، ما هي الا دقائق — حسبتها دهراً — حتى عاد الأزدي ، ودعاني لمقابلة فيصل حسون .رئيس التحرير ، آنذاك .
اختلجت عيوني وإرتعشت أوصالي — والله العظيم —ولم أملك إلا أن اتبعه مذعنة .
استقبلني (حسون )بترحاب مشوب بتحفظ ، وسآلني :: آانت من كتب النص ؟ آجبته بثقة : نعم . لكنه أعاد علي ما سبق أن سمعته من صادق الأزدي حول الإنتحال — سماه سرقة — عاودتني الرجفة وأنا اقسم له بالله العظيم بأنني كاتبة النص ..
ربما راودته شفقة على هذي الغريرة (( كنت قصيرة القامة ، مفتقرة للجمال المطلوب ، خالية الوجه من المساحيق )). قال : هل بإمكانك كتابة نص جديد الآن ؟؟ سآلته :: عما يريد أن أكتب ؟؟ قال : ما شئت إكتبي ،
وجدتني أغرق في عرق حيرتي و لم أجد ما اكتبه سوى عن مقابلتي لسكرتير التحرير … شتمته بأدب جم ،، وصفته وهو يخلع نظارته ، وهو يمسح زجاجها ، وهو يعيدها لأرنبة أنفه ، وهو يحذرني من مغبة السرقة بإسمها المهذب :: الإنتحال .قرأ فيصل حسون ما كتبت ،، ورفع عينه عن الورقة ، وفاجأني بسؤال مصيري :— متى تبدئين ؟؟
……..
هذه كانت بدايتي مع السطور الآخيرة في جريدة الجمهورية الغراء ،، ولسنوات عديدة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram