TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: حلبات فضائح الرياضة وميثاق شرف الإعلام!

باختصار ديمقراطي: حلبات فضائح الرياضة وميثاق شرف الإعلام!

نشر في: 22 سبتمبر, 2018: 06:25 م

 رعد العراقي

غريب ما يحصل على الساحة الرياضية من تداعيات وأحداث متسارعة تصبّ جميعها في تعقيد المشهد والتأثير في فرص النهوض بها أو تغيير فلسفة إدارتها وآيدلوجية الفكر التي يسيرها حتى بات ما يحصل اليوم أشبه بمحاولة نسف بعض الثوابت الانضباطية والأخلاقية التي تحتم على الجميع اعتبارها خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه تحت أي ذريعة كانت.
الأمر لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج عوامل عديدة أسهمت في ظهور هذا التوجه الخطير في العلاقات بين أبناء الأسرة الرياضية وأسلوب معالجة الأزمات وحدود النقد وعرض السلبيات لتتحوّل العملية من حاضنة الديمقراطية وحرية الرأي الى حلبات الفضائح والتجريح والتسقيط والتشويه العلني للأطراف المختلفة بالتوجه أو المتقاطعة لأسباب اخرى!
أول العوامل هي حرية الرأي التي اجتاحت فجأة دون أن تحمل معها قواعد ضابطة تسيّرها نحو مقاصدها الحقيقية فتشبث البعض بها على عواهنا تاركاً الجوهر وممسكاً بالعنوان لتكون عذراً وذريعة في اطلاق التصريحات غير المدروسة التي لا تستند الى دليل في بعض الأحيان ولا تراعي الضرر ولا سمعة الكيان الرياضي، وبالمقابل فإن انفتاح القنوات الفضائية وفسحها المجال عبر تهيئة برامج ومنابر تستقطب الشخصيات وتوفر لهم أرضية نفسية مع الدفع باتجاه استغلال الاستفزاز اللا شعوري للجوانب الشخصية لإطلاق ما تكنزه دواخله والانخراط في جو انفعالي عنوانه الشجاعة والتحدي بعد أن يكون في اجواء علنية ومواجهة مع الجماهير يصعب التغلب عليها أو التراجع أمام التحدي الذي تضعه فيه سياسية البرنامج!
ولعل ما أسهم في تفشّي لغة المكاشفة والتشهير وكشف الأسرار هو طبيعة الشخصية العراقية التي تختلط بها رفض الضيم والجرأة والرغبة في التحدي وعدم الانكسار والبعد العشاري الذي يتمسك به ومع غياب الضوابط التي تحكم حدود الإشهار والحديث، فإن هناك من قلب الموازين وتسلل نحو مواطن التصفية الإعلامية للخصوم لغايات شخصية بحتة شوّهت الصورة وضاعت على المتابع حقيقة ما يجري فاختلطت المقاصد بين حريص مصلح وناقد إيجابي وبين عشوائي استغل ظهورة للاساءة والتسلّق تحت عناوين برّاقة من أجل المساومة والظفر بمنافع ذاتية ، ولعلّ تجارب سابقة هي خير دليل على ما ذهبنا إليه حينما خفتت بعض الأصوات وتراجعت الاتهامات بعد جلسات صلح وتراضٍ بينما تناست فيها أصل القضية.
نحن لا نرمي بكلامنا الى حيث استهداف الشخوص ممن يدفعهم حرصهم ومهنيتهم نحو تشذيب الساحة الرياضية من أي إساءة أو تجاوز على المال العام ، بل نحن نشد على أيديهم ونبارك لهم شجاعتهم، لكننا نبحث عن إيجاد منظومة جديدة تحفظ للمتصدّين للفساد والخروقات الإدارية هيبتهم واتزانهم دون أن ينجرّوا وراء مغريات الإعلام التسقيطي وبالتالي تقوية موقفهم القانوني والمعنوي والمحافظة على هدف الاصلاح الحقيقي بعيداً عن التشكيك أو الاساءة من الآخرين ، ولعلّ الذهاب نحو المحاكم بالأدلة يبدو مسلكاً اكثر فعالية ووثوقاً من الظهور الإعلامي غير المدروس الذي يمكن أن يجر نحو الضرر بالقضية اكثر من الانتصار إليها.
أما وسائل الإعلام فهي الأخرى معنية في الحفاظ على رسالتها المهنية، ونعتقد أن الوقت حان في أن تتبنى الجهات الحكومية مشروع وضع (وثيقة شرف) تحدّد فيه السياقات الصحيحة التي لابد أن تكون منهجاً لجميع القنوات وتفسّر المعنى الدقيق لحرية الرأي وبين عرض الحقيقة للتصحيح وبين التشهير والإساءة لأجل التسقيط سواء للضيف أو الجهات المعنية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram