TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: "عصافير" حزب الدعوة

العمود الثامن: "عصافير" حزب الدعوة

نشر في: 22 سبتمبر, 2018: 10:03 م

 علي حسين

أخبرنا حزب الدعوة "متفضلاً" بأنّ أياماً قليلة تفصلنا عن إعلان بيانه الثوري بعودة الأمور بين نوري المالكي وحيدر العبادي إلى"مجاريها"وأن هناك معجزة جديدة وهي عودة الحزب إلى كرسي رئاسة الوزراء!
لا يوجد عراقي واحد، لا يتمنى أن يكون ما أعلنة حزب الدعوة نوعاً من أنواع الخيال، كما لم يكن هناك عراقي واحد، لم يحلم بأن يكون اعتذار حزب الدعوة عن خراب 15 عاماً واقعاً وحقيقة.
من المناسب هنا أن نلفت الأنظار، إلى أن اختراعات حزب الدعوة"الديمقراطية، لا تظهر إلا مع قرب خسارتهم كرسيّ رئاسة الوزراء، حيث يملأون الأجواء خطابات ووعوداً مليئة بالكوميديا.
وبسبب ميولي الإمبريالية، وعشقي للماسونية كما كتب أحد الدعاة مشكوراً وهو يسخرمن العبد الفقير لله ويتهمه بغياب البصر والبصيرة، سأعيد على حضراتكم ما قاله"الاستعماري"ونستون تشرشل، من أنّ هناك سياسيّاً يحجز له مكاناً في ذاكرة التاريخ، وهناك من يسعى بقدميه إلى النسيان. في الأيام الأولى لتولّي حيدر العبادي منصب رئيس الوزراء، كتبتُ في هذا المكان ممنّياً النفس أن تكون أولى خطوات العبادي متّجهة نحو الإصلاح والتغيير، وقد سخر مني بعض القرّاء الأعزّاء وكانوا على حقّ وهم يصفون أمنياتي بأحلام العصافير، وأعترف بأنني خسرت الرهان، مثل كلّ مرة أراهن فيها على مسؤول عراقي.
في الايام الماضية كان الفيسبوك مشغول بسؤال لماذا لم يتغلب رجل الدولة في شخص حيدر العبادي على رجل الحزب؟ فالبعض يرى أنّ العبادي استطاع في فترة قصيرة أن يعيد ترميم بعض ما"خرّبه"زملاء له في حزب الدعوة، والبعض قال بانفعال لماذا تطلبون من المسؤول ان يكون مستقلاً، أليس معظم رؤساء الدول الأوروبية ينتمون الى أحزاب وينفذون سياسة أحزابهم؟ قد يكون الامر صحيحاً لو أنّ هذه الاحزاب الاوروبية تتعامل مع الدولة بمنطق حزب الدعوة وهو يريد ان يطبق علينا نظرية"احلام العصافير".
عام 2016 عاشت بريطانيا أزمة سياسية بسبب استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي، وبدلاً من اتهام الشعب بأنه المتسبب بهذه الازمة، تحمّل رئيس الوزراء آنذاك دافيد كاميرون المسؤولية كاملة حيث قدّم استقالته من الحكومة والحزب، فيما اعترف الحزب بان حساباته كانت خطأ، ولايزال حتى هذه اللحظة يعاني من المشاكل والاستقالات.
ماذا فعلت احزابنا"المؤمنة"؟ اتجهت بقوة إلى الاستعراضات الخطابية، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! والحجاج واقاربهم وعشائرهم نهبوا الاخضر واليابس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram