TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق:الناشئون تحت نيران صديقة!

كلمة صدق:الناشئون تحت نيران صديقة!

نشر في: 23 سبتمبر, 2018: 08:05 م

 محمد حمدي

من الممكن عدّ مشاركة منتخبنا للناشئين بكرة القدم في بطولة آسيا التي تقام حالياً في ماليزيا بأنها المشاركة الأكثر تحفظاً وارتباكاً طيلة مشاركاتنا السابقة على مستوى الفئات العمرية ولمختلف البطولات الإقليمية والقارية على حد سواء، فهذه المشاركة بفريقها الصغير تعرضت الى انتكاسات متكررة في التحضير والإعداد ونفسية الفريق وكوادرهم التدريبية المتغيرة التي سقط السابق منها بضربة قاضية تحت ذريعة الوقوف على رأس الهرم في منتخب مشكوك الصلاحية زمناً، وتأكد ذلك بحادثة المطار الشهيرة ومن ثم الإطاحة بأعمدة الفريق وكأن شيئاً لم يكن وهم الاكثر استعداداً لخوض غمار التصفيات الآسيوية، لتتم الاستعانة ببدلاء على وجه السرعة بقيادة الكابتن فيصل عزيز الذي تقبل المهمة متحدياً الظروف الصعبة بهاجس تصحيح المسار للكرة العراقية التي اعتمدت التلاعب بأعمار اللاعبين ردحاً من الزمن يعود الى فترة سحيقة.
ومع انطلاق المهمة الجديدة للفريق الفتي الذي يلعب ضمن المجموعة الرابعة بجوار منتخبات افغانستان التي كسبناها بشق الأنفس بهدفين لهدف ومنتخبات استراليا وكوريا الجنوبية، تأكدت صعوبة المهمة بالمقارنة مع الفرق الأخرى وقد أعلن فيصل عزيز ذلك صراحة في المؤتمر الصحفي الذي اعقب المباراة وبألم بالغ وهو يشير الى صحافة العالم بأن المنتخب الذي يشارك فيه حالياً لم يعد بصورة رسمية سوى لخمسة عشر يوماً لا أكثر، وعليه أن يواجه كبار فرق آسيا باسم العراق صاحب الانجازات على مستوى الفئات العمرية وبطل النسخة السابقة لآسيا، الحديث بهذا الشكل لا غرابه فيه ومعروف سلفاً، ولكن المتعب والمثير للحزن أن تنطلق النيران الصديقة على مستويات متعددة لتوغل في التجريح حول وجود لاعبين كبار أيضاً أو اصطحاب لاعبين مصابين وأخرى تدعي وصول اشارات الى الاتحاد الآسيوي تخص حالات تلاعب في الكشف الطبي واسماء اللاعبين وغيرها، والقريب من المنتخب وكادره يدرك تماماً مدى التأثير النفسي لمثل هذه الاعلانات والتصريحات، حيث لا حديث للبعثة العراقية في أروقتها غير الاشارة الى هذه التصريحات وتفنيدها بالرد هنا وهناك بمختلف الأساليب، وربما كانت تلك أحد أبرز العوامل في ظهور الفريق بأداء غير مقنع تماماً أمام الفريق الأفغاني المتطور الذي صنع منه مدربه الإيراني الأصل سيد كاظمي فريقاً للمستقبل على حدّ وصفه.
وللحقيقة التي لابد أن ندونها هنا وأنا قريب جداً من جميع الفرق في البطولة، أن نوعيات واحجام البنى الجسمانية للفرق المشاركة تفوق منتخبنا بنسبة كبيرة، ولا أريد أن اتهم أياً منهم بالتلاعب في الأعمار حتى لا يقال إننا نضع الأعذار ونصطنع المبررات، والميزة الأخرى التي تكسبهم أفضلية هائلة هي المشاركة بأعصاب باردة وانفتاح رائع بلا منغصات أو اية مشاكل تذكر، لقد أدركت اثناء تواجدي هنا حقيقة ما لدينا وما لديهم في كل شيء حتى من الناحية التنظيمية، وبالرغم من أن ماليزيا أحد البلدان المتقدمة جداً وتضيّف على أرضها مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إلا أن التنظيم اليوم وفي هذه البطولة التي تقام على مستوى آسيا هو تنظيم فقير بكل شيء، واعتقد لو أن ذات البطولة قد نظمت بهذا الشكل في العراق، لانقلب سافلها أعلاها ولضربنا في الصميم مع أن جميع ما نوفره لأي فريق ضيف يفوق عشرات المرات ما لدى الآسيوي وماليزيا، ولنتكلم مثلاً عن الجهد الإعلامي الآسيوي المتواجد للتغطية، فليس هناك من وسيلة نقل تقله الى الملاعب ومقار المؤتمرات الصحفية المتباعدة، كما ليس هناك من تجهيزات تذكر لمواقع المؤتمرات داخل الملاعب البسيطة ومنها ملعبنا الذي خضنا فيه نزالنا الأول، حقائق لابد من طرحها والتوقف عندها كثيراً والتريث ألف مرة قبل اطلاق التصريحات التي تمسّنا فنياً ولوجستياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram