TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ترودو وثلاثة كرابلة

العمود الثامن: ترودو وثلاثة كرابلة

نشر في: 23 سبتمبر, 2018: 09:08 م

 علي حسين

كان تشرشل قد حقّق النصر لبريطانيا وهزم هتلر في عقر داره، لكن الشعب رأى أن الرجل الذي قاد الحرب لا يمكنه أن يقودَ السلام ، فقرر السياسي " البدين " أن يذهب بعيداً ليسطر مذكراته التي حصد عليها جائزة نوبل للآداب ، وعندما تسلمها قال إنها سخرية القدر.وفي بلدان آسيا خرج الرجل الأسطوري لي كوان من الحكم ، بعد أن حوّل سنغافورة من مستنقع تزدهر فيه الامراض والخوف إلى نموذج صعب التقليد في الرخاء والتنمية والازدهار.
اليوم لانعرف من هو رئيس وزراء الصين، وما اسم رئيس كوريا الجنوبية ، ولا نقرأ في الأخبار عن خطب المسؤولين في النرويج، ولا نعرف أن حجم اقتصاد دولة مثل الدنمارك يتجاوز موازنات دول الخليج مجتمعة.
من هو رئيس وزراء كندا ؟ أنا متأكد أن الكثيرين لم يكونوا يعرفونه ، حتى نبهتنا السيدة عالية نصيف " مشكورة " أن اسمه جاستن ترودو وهو يشبه رئيس برلماننا " الموقر " محمد الحلبوسي ، الفرق أن ترودو المسكين كان والده موظفا بدرجة رئيس وزراء ، وسياسيا يقود أكبر حزب ليبرالي وهو بالتاكيد حزب كافر لا يسمح لمسؤول أن يلتقط صوراً بالدشداشة بمرافقة حامي حمى كرسي البرلمان " محمد الكربولي " ، والقضية الثانية أن ترودو لم يكن تاجراً مثل الحلبوسي ، والأهم انه يعيش في بلد لا أحداث كبرى فيه ولا زعامات " مقدسة " لايجوز الاقتراب منها ، ولهذا اتمنى على السيد ترودو أن يأخذ محمد الحلبوسي ومعه الكرابلة الثلاثة " أحمد ومحمد وجمال " وسيعرف الشعب الكندي اهمية " القيادات الوطنية ".
عندما يقرر البعض أن يبيح لنفسه اللعب على الحبال ، مرة تجده يهتف باسم سليماني ، ومرة اخرى يجلس ذليلا امام اردوغان فأيّ وطنية تتبقى؟ لذلك تتحوّل الوطنية نوعاً من الضحك، لأن كل شيء يتحول إلى عبث وعجز.. وأتمنى ألّا يسخر مني البعض ويقول يا عزيزي صدّعت رؤوسنا بالحديث عن تشرشل ولي كوان، بينما نحن نعيش عبثاً من نوع لم يخطر على بال أبرز دعاة مسرح العبث ، فعندما تحارب حنان الفتلاوي لمدة ثمانىة أعوام من أجل أن لايغادر نوري المالكي كرسي رئاسة الوزراء ،لأنه بحسب قولها " الأحق في ولاية ثالثة ورابعة وخامسة " وكان هذا في حديث صارخ صيف عام2013 ، كيف سيصدق الناس بكاءها اليوم على الديمقراطية عندما تغرد على تويتر :" ما أدري ليش "البعض" متمسك بالكرسي وعاضّه بسنونه " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram