TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: ما كان على برهم صالح أن يفعلها..!

شناشيل: ما كان على برهم صالح أن يفعلها..!

نشر في: 23 سبتمبر, 2018: 09:12 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

ما كنتُ أتمنى للسيد برهم صالح أن يترشّح،أو يُرَشّح، إلى وظيفة رئيس الجمهورية بالطريقة التي حصلتْ، فهي في ظنّي غير لائقة به وبالحزب الذي رشّحه والحزب الذي كان يترأسه وتركه من أجل هذا الترشيح، في ما يبدو، وبالحركة السياسية الكردية وبالكرد عموماً وبالشعب العراقي بأجمعه.
بعض الذين يعرفون السيد صالح عن قرب يقولون عنه إنه مثقف وذكي. وفضلاً عن هذا فإنَّ له تاريخاً في الحركة النضالية لشعبه، وهو مؤهّل علمياً ولديه خبرة جيدة في العمل الحكومي إن في إقليم كردستان أو في الحكومة الاتحادية. هذا كلّه أيضاً ممّا يجعل ترشّحه بالصورة الحاصلة أمراً غير ملائم.
قبل أربع سنوات سعى صالح، مع آخرين من حزبه للترشّح إلى رئاسة الجمهورية، لكنّ قيادة حزبه ارتأت ترشيح غيره، الرئيس فؤاد معصوم. وقبل سنة واحدة فقط من الآن استقال صالح من الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يشغل فيه منصب النائب الثاني للسكرتير العام، وشكّل حزباً جديداً خاض انتخابات البرلمان الاتحادي الأخيرة وخرج منها بمقعدين. وغير مرة أكد أنه من غير الوارد عودته الى الاتحاد الوطني. في الأسبوع الماضي انقلب صالح على نفسه وعلى حزبه ليعود إلى الاتحاد الوطني الذي أعلن في يوم إعادة صالح إلى الحزب عن ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية من دون التنسيق والتوافق مع الأحزاب الكردية الأخرى وبخاصة أكبرها الحزب الديمقراطي الكردساني.
ما مِن أحد، مهما تغابى، سيمكنه عدم الربط بين العودة والترشيح إلى رئاسة الجمهورية. وحتى لو - لأي سبب من الأسباب - وافق الحزب الديمقراطي الكردستاني وسائر الأحزاب الكردستانية التي أُخِذت على حين غرّة بتطورات عودة صالح إلى الاتحاد الوطني وترشيحه، فسيكون من الصعب، بل المستحيل أن يبلع الكثير من العراقيين، كرداً وعرباً وسواهم، هذه الجرعة الثقيلة. وبالفعل فإن مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية حفلت بالتعليقات التي وجد أصحابها في خطوة صالح والاتحاد الوطني خطوة"انتهازية". هذا بالذات ما لا يتعيّن أن يكون، فمَنْ يحتلّ منصب رئيس الجمهورية يجب أن تتحقّق له الحظوة بأوسع تقدير واحترام ومهابة في الأوساط السياسية والشعبية، نسبةً الى المركز المرموق لمنصب الرئيس في هرم الدولة ودوره الحيوي في صيانة الدستور ورعاية أحكامه وبوصفه شريكاً في السلطة التنفيذية.. ينبغي إعطاء الحقّ لمن يتساءل: كيف سنضمن أنّ رئيس الجمهورية الذي يأتي الى منصبه بهذه الطريقة، سيكون حارساً يقظاً للدستور ومراقباً أميناً لتطبيقاته ولا يحابي القوى السياسية التي تسعى للتجاوز على الدستور ولا دول الجوار وسائر الدول العاملة على التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، كما حصل مراراً وتكراراً في الولايات الرئاسية الثلاث الأخيرة..؟

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram