TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: لماذا رئيس الوزراء وحده؟

شناشيل: لماذا رئيس الوزراء وحده؟

نشر في: 25 سبتمبر, 2018: 08:39 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

مهتمّون ومنشغلون بمواصفات رئيس الوزراء القادم.. كما يقولون. منكبّون على تدوين هذه المواصفات من دون اكتراث للأسماء.. كما يقولون أيضاً.. يريدونه، كما يقولون، حازماً وشجاعاً وكفوءاً ونزيهاً ووطنياً.
كذّابون بالتأكيد، لأنهم لن يقبلوا به غير شيعي، حتى لو كان الأكثر حزماً وشجاعة وكفاءة ونزاهة ووطنية بين العراقيات والعراقيين، كما لو أن أمهات سائر العراقيين لم يلدن بعد الحازم ،الشجاع، الكفوء،النزيه والوطني.. بل كما لو أن أمهات الشيعة من خارج الأحزاب الشيعية لم يفعلنها بعد..!
كذّابون أيضاً، لأنهم لحسوا كل الكلام الذي كانوا يقولون في نبذ المحاصصة وفي تبشيع دورها الرديء في صنع الكوارث والبلاوي والمحن للعراق ولشعب العراق. رئيس مجلس النواب مرّروه بسرعة خاطفة على أساس المحاصصة وبموجب صفقة فاسدة فضحها التصوير بهواتف الموبايل تحت قبة البرلمان .. لم يهتموا، سابقاً أو لاحقاً، بمواصفاته ولم يسألوا عن برنامجه، كما لو أنه معيّن مدير بلدية في ناحية أو قضاء.. كما لو أنه ليس رئيس السلطة الأولى والأعلى والأقوى والأهم في البلاد ولا يتعيّن أن تكون مواصفاته وخصاله أدنى من مثيلاتها لدى رئيس الوزراء ولو بدرجة واحدة. وكذا الحال بالنسبة لرئيس الجمهورية الذي لا يهتمون ولا ينشغلون الآن إلا بأصله القومي وفصله الحزبي، لزوم نظام المحاصصة الذي يُراد له أن يظلّ السيف البتّار المُصْلت على رقاب العراقيين ورؤوسهم وألسنتهم برغم أنوفهم.
ليس صحيحاً أن ينحصر الاهتمام والانشغال برئيس الوزراء وحده ومواصفاته (إذا كان هذا الاهتمام والانشغال جادّاً وليس ذرّاً للرماد في العيون وتوطئة لصفقة فاسدة أخرى) .. لا ينبغي أن يكون رئيس مجلس النواب بمواصفات مختلفة.. رؤساء المجلس السابقون جميعاً كان لهم دور كبير في حال الفشل المتفاقمة الدولة... في عمل هم أيضاً يتحمّلون مسؤولية كبيرة على هذا الصعيد.. ما كانوا أهلاً للمنصب ولا كانوا أمناء على اليمين الدستورية التي أدّوها، ولم يسائلهم أحد.. وكذا الحال بالنسبة لرؤساء الجمهورية الذين ركنوا إلى الفكرة السقيمة بأن منصب الرئيس شرفي فيما هو جزء أساس وشريك قوي للسلطة التنفيذية، بل إنّ الدستور يمنح الرئيس سلطة رفع الكارت الأحمر في وجه كل التشريعات والممارسات الخارجة على أحكام الدستور .. وبالعشرات، وربما بالمئات، كانت خروق الدستور من السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية منذ أحداً فيها، من الرئيس نفسه الى مساعديه ومستشاريه، لم يسمع ولم يرَ!
نعم نريد، لأننا الآن بالذات في أمسّ الحاجة بعد كل الخراب الذي حصل، رئيساً للحكومة حازماً وشجاعاً وكفوءاً ونزيهاً ووطنياً .. ونريد كذلك، للحاجة ذاتها، رئيساً للجمهورية بالمواصفات عينها، وكنّا في حاجة مماثلة لرئيس مجلس نواب بالمواصفات نفسها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram