إياد الصالحي
ماذا يعني تشكيل هيئة مؤقتة للجنة الحكام؟ تساؤل ربما يؤخذ بغير أهميته لدى رئيس وأعضاء اللجنة أنفسهم عندما يتعلّق الأمر بصلاحيات الهيئة ودورها المسؤول في الدفاع عن مصلحة الحكام طوال المدة التي تسيّر شؤونهم، لكن توالي الأزمات التي تضرب أركان المهنة وتهز ثقة بعض الأسماء فيها تحتّم على اللجنة اتخاذ الموقف المناسب الذي يحفظ هيبة التحكيم وينأى برجالاته عن أية إساءة تلحق ضرراً معنوياً بهم.
على مدى ثلاثة أيام كنت أترقب بياناً مهنياً من الهيئة المؤقتة للجنة الحكام ضد تصرّف عضو اتحاد الكرة سعد مالح وهو ينعت الحكم سالم عامر بـ "المستهتر" ويؤكدها له مرتين بصلافة أمام ملايين المشاهدين بسبب محاولة الأخير الدفاع عن حقه بُعيد إبعاد اسمه عن قائمة الحكام الدوليين، وهو حق مشروع ربما أخفق في كيفية صياغة رسالته الى من يعنيه موضوعه، لكن لا يبيح هذا القصور لمالح أن يمارس دور السلطوي في أستوديو رياضي للتحاور وإبداء وجهة النظر لحل المشكلة.
أن إهانة مالح لعامر اختبار حقيقي للهيئة المؤقتة للجنة الحكام لبيان كفاءة رجالها في الدفاع عن مصلحة التحكيم أياً كان الطرف المعتدي سواء رئيس الاتحاد نفسه أم أحد نائبيه أم الأعضاء أم خارج مجلسهم التنفيذي، لابد أن تطالب الهيئة رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود بإجراء التحقيق الفوري لإعادة الهيبة للجنة والتقدير الاعتباري للحكم جرّاء تلقيه كلمات تحطّ من شخصه والمهنة التي يمثلها أمام الجمهور.
من أعطى الصلاحية لعضو الاتحاد سعد مالح أن يضطهد الحكم سالم عامر بإساءة لفظية وخرق أصول الحديث المتبادل بانفعالات وإيماءات ونظرات حادة تنمّ عن احتقار بائن للمقابل؟! مواقع الاتحاد وجدت لخدمة أسرة الكرة بجميع فئاتها، وكان من المفترض من مالح أن يتحلّى بالهدوء لأقصى درجاته ولا يستسلم لداء النرفزة الفتّاك، وبالتالي يضيّع وقار تمثيله لاتحاد الكرة كخادم لأيّ منتمٍ للعبة وليس حاكماً متسلّطاً لا يطيق اعتراض الآخر!
أسماء مثل الدكتور صباح قاسم وحازم حسين ونجم عبود، تعلم جيداً أن واحداً من أسباب مطالبة غالبية الوسط الإعلامي بحل لجنة الحكام التي كان يرأسها طارق احمد هو انعدام قيمة الحكم وسط الاتهامات والتشكيك والطعن في الكفاءة حتى وصل الأمر الى تسجيل اعتداءات صارخة ضد بعضهم كرد فعل على أخطاء تحكيمية واردة في جميع ملاعب العالم، ولم يحرّك رئيس اللجنة "المستقيل" ساكناً وبقي يسفّه مثل هكذا حالات، حتى وقع الفأس على رأسه أولاً وابتعد مرغماً تاركاً اللجنة تغرق بالانقسامات والفوضى بدلالة ما عرضه (ستوديو الجماهير) من قناة دجلة مهازل الشتائم وقلة الاحترام أثناء إجراء اختبارات الحكام والبعض كان يتعمّد الشتيمة وهو يعلم أن الكاميرا تسجّل سلوكه المشين، أبعدَ هذا من دليل يؤكد تلكؤ الهيئة المؤقتة للجنة الحكام على تنقية ترسّبات حقبة اللجنة الدائمة التي استمرّت 15عاماً بقيادة رجل واحد، فكيف بهم وهم يرومون العمل بشكل دائم؟!
الإساءة وقعت ووثقت، وما المصالحة وراء الكواليس بين ضيفي البرنامج إلا لذرّ الرماد في العيون بعدما خرج أحدهما عن أدب الحوار ، فالحق يقتضي إنزال العقوبة وحجب الثقة عن المُسيء، وإلا فما حدث من تصرّف مخدّش للحياء دون وقفة من اتحاد الكرة يحاسب ويردع ويعيد اعتبار الشخص المهان، فإن ذلك يأذن بشرعنة التسلّط والخروج العَمْد عن مبادئ الرياضة ونظم ( لجنة الاخلاق المستقلّة ) التي تعد من أهم اللجان في الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر غرفتها القضائية ولا نعلم سر عدم تفعيلها في اتحادنا الذي ينهمك رئيسه عبد الخالق مسعود في المداخلات التلفازية بالاتصال والرسائل لتفنيد أية معلومة يشعر بضررها على مسؤولية موقعه، لكنه يلتزم الصمت إزاء هكذا إساءة ولا يبادر بالاتصال لشجب سلوك عضو الاتحاد ويحفظ كرامة الحكم الدولي ويعده بإجراء تحقيق عادل يصادق على توصياته احتراماً للقانون وحماية لحقوق الإنسان .